responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 146
نادي بأعلى صوته ((وا إسلاماه)) فاجتمع له الجيش بفئاته المختلفة بمعنويات عالية، ذلك لأن هذا النداء العقائدي أجج في نفوس القادة والجنود كل إمكانيات المقاتل القتالية، وجعله يقدم الإرادة حباً وتضحية وفداء واستبسالاً، على هذا النداء قاتل الجيش المملوكي قتال رجل واحد، فانتصروا على أكبر قوة في تلك الحقبة [1].

5 ـ الإعداد وسنة الأخذ بالأسباب: إن إنتصار المسلمين في معركة عين جالوت، لأنهم عرفوا كيف يتعاملوا مع سنة الأخذ بالأسباب، وكان سلاطين المماليك أصحاب فقه عميق بسنة الأخذ بالأسباب، ويظهر ذلك من خلال حرصهم على العمل، وقوله تعالى: "واعدوا لهم من استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ... " (الأنفال، آية: 60)، لقد فهم قادة المماليك أن أمر التمكين لهذا الدين يحتاج إلى جميع أنواع القوى على إختلافها وتنوعها، ولقد قاموا بشرح هذه الآية عملياً من خلال التدريب والتعليم والتخطيط والتنظيم ... الخ.
لقد إهتم قادة المسلمين في مصر بتأهيل الفارس لكي يدخل الحرب وهو على أتم الإستعداد لها، وكان أغلب الملوك والسلاطين والأمراء من الفرسان المعدودين ومن الأبطال الشجعان الذين على علم بالرماية ولعب الرمح وضرب السيف وخفة الحركة في ساحة الميدان وبفنون القتال وباستخدام الأسلحة المعروفة في ذلك العصر، ولم تقتصر الفروسية على الوجهاء، بل كان أغلب الجنود أو قل جميعهم من الفوارس ومن المدربين على تلك الأعمال التي في نظرهم في مقدمة كل أمر، ومن أبرز الصفات عند الجيش المملوكي [2]، والتي كان يركز عليها عند القادة في وقت الإعداد والتدريب والأخذ بالأسباب:
أـ العمومية والشمولية: إن التدريب كان يشمل المؤخرة، كما يشمل المقدمة، والتشكيلات كما في القطعات والوحدات، والفرد كما في المجموعات، والجندي كالقائد، والبحرية كالقوات البرية، ولا يستثنى أحد، وكانت هذه التدريبات تتناول جميع أنواع التدريب وأشكاله وطرائقه، كما تتناول جميع أنواع الأسلحة المستخدمة في القتال، والتدريبات التي تحافظ على اللياقة البدنية، وترفع من قدرة الجندي القتالية، كألعاب السباق والمصارعة، وبهذه العمومية والشمولية توصل الجيش المملوكي إلى توازن قتالي بين صفوف قواته وإختصاصاتها المختلفة، وإلى وحدة الجيش الحربية، وإلى ثقل الضغط والخرق، فإن ركز

[1] معركة عين جالوت صـ193.
[2] المصدر نفسه صـ250.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست