اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 125
في وسط الجامع شيخاً رافضياً، كان مصانعاً للتتارعلى اموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف الكنجي، كان خبيث الطوية ممالئاً لهم على أموال المسلمين وقتلوا جماعة مثله من المنافقين الممالئين على المسلمين "فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين" ((الأنعام: آية:45)) [1].
8 ـ وصول سيف الدين قطز إلى دمشق: في اليوم الثلاثين من رمضان سنة 658هـ وصل البطل سيف الدين قطز إلى دمشق واستقبله الناس استقبال الفاتحين، وعلقت الزينات في الشوارع، وخرج الرجال والنساء والاطفال، يستبلون البطل المظفر وهذه هي الفرحة الحقيقية قال تعالى:"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" ((يونس: آية:58))، فرحة النصر لدين الله والرفعة للإسلام والعزة للمسلمين لا تقارن هذه الفرحة بفرحة الطعام والشراب والمال والجاه والسلطان، ودخل الجيش المملوكي المسلم دمشق واستتب الأمن الحقيقي بسرعة عجيبة، لم يحدث شيء مما يقع عند دخولالمستعمرين البلاد واستقر الوضع بسرعة وحفظ الاعراض والنفوس والاموال لكل الساكنين من نصارى ويهود وقام قطز بعزل ابن الزكي قاضي دمشق الذي عينه التتار وكان مواليا لهم، وعين مكانه نجم الدين أبا بكر بن صدر الدين بن سني الدولة وبدأ يفصل في القضايا، ويحكم في المخالفات التي تمت بين المسلمين والنصارى حتى لا يظلم نصراني في بلاد المسلمين، هذا مع كل ما فعله النصارى بالمسلمين أثناء احتلال التتار للمدينة، وفي اليوم التالي لدخول قطز إلى دمشق كان عيد الفطر وهوله طعمه الخاص ومكانته المتميزة، لأنه كان أيضاً عيداً للنصر والتمكين قال تعالى"وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم" ((التوبة: آية:40)).
لم يضيع قطز وقتاً بل ارسل مقدمة جيشه بقيادة بيبرس تتبع الفارين من التتار وتطهر مدن الشام الأخرى من الحاميات التتارية [2]، وطارد المغول في أعالي بلاد الشام حتى لحق بهم في حمص، وفر المغول بحياتهم وألقوا ما كان معهم من متاع وغيره، وأطلقوا الاسرى وعرّجوا نحو طريق الساحل، فتخطف المسلمون منهم وقتلوا خلقاً كثيراً وأسروا أكثر، فلما بلغ هولاكو كسرة عسكره وقتل نائبه كتبغا عظم عليه، فإنه لم يكسر له عسكر قبل [1] البداية والنهاية (17 ـ 402). [2] قصة التتار صـ 340.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 125