اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 107
المبحث الثاني: مقدمات معركة عين جالوت وسير أحداثها:
كان من نتائج سقوط بلاد الشام في ايدي المغول وحلفائهم ان عم الرعب والخوف سائر أرجائها، فهرب الناس باتجاه الاراضي المصرية، وقد انغرس داخل نفوسهم نتيجة ما شاهدوه من الاهوال وبسبب ما حل بهم وببلادهم من الدمار والخراب والهلاك وأن الشيء الذي سينقذ المسلمين وممتلكاتهم من الزحف المغولي المدمر هو البحث عن قيادة حكيمة قوية تترجم نواياهم تلك بإنهاء خلافاتهم وتوحيد كلمتهم، وإعادة تنظيم جموعهم ومن ثم بعث روح الجهاد الإسلامي في نفوسهم لدرء ذلك العدوان الذي استشرى خطره وبات يهدد ما تبقى من العالم الإسلامي بالدمار والهلاك والواقع أن مصر في ذلك الوقت كان كل شيء فيها ينبيء بظهور قوة جديدة [1].
أولاً: احتلال مصر هدف استراتيجي للمغول: إن المتتبع لخط سير التتار سيدرك على وجه اليقين أن مصر هدفاً استراتيجياً للمغول وذلك لعدة اسباب منها:
1 ـ سياسة التتار التوسعية الواضحة وهم لا ينتهون من بلد إلا ويبحثون عن الذي يليه، ومصر هي التي تلي فلسطين مباشرة.
2 ـ لم يبق في العالم الإسلامي بأسره قوة تستطيع أن تهدد أمن التتار إلا مصر، فقد سقطت معظم الممالك والحصون والمدن الإسلامية تقريباً وبقيت هذه القلعة الصامدة.
3 ـ الموقع الاستراتيجي لمصر في غاية الاهمية، فهي في قلب العالم القديم، ومتحكم في خطوط التجارة العالمية.
4 ـ احتلال مصر بوابة لشمال افريقيا وفي ذلك الوقت كان المغرب الكبير، قد تمزق إلى دويلات صغيرة بعد سقوط دولة الموحدين، ولم تكن لها القدرة على الوقوف أمام الإمبراطورية المغولية. [1] جهاد المماليك صـ 105.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 107