responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
فيهم روح البطولة والاستشهاد عن طريق تدريس الحديث والعناية به خاصة ما يتعلق منه بباب الجهاد في سبيل الله، ولذا رأينا نور الدين يوقف زاوية بجامع حلب على دراسة الحديث، كما أوقف داراً أخرى للغرض ذاته هذه هي أبرز الجهود التي نهض بها نور الدين لدعم المذهب السني بها [1].
س- موقف الشيعة في حلب من حركة الإحياء السنية: لم يتقبل الشيعة الجهود التي نهض بها نور الدين في حلب لدعم المذهب السني بها وظلوا ينتهزون الفرصة المواتية ليعودوا بحلب مرة أخرى إلى ما كانت عليه بيئة شيعية يمارسون فيها شعائرهم بحرية تامة وكانت محاولتهم الأولى في هذا السبيل عام 552هـ/1157م عندما مرض نور الدين بحلب حتى أرجف بموته ووصل أخوه نصرة الدين إلى حلب ليخلفه في ولايته، فمنعه والي القلعة من الدخول إليها، فتجمع حوله أحداث الشيعة وأبدوا استعدادهم لنصرته شريطة أن يسمح لهم بالعودة إلى ممارسة شعائرهم التي أبطلها نور الدين، فوعدهم بذلك، واشتعلت نيران الفتنة بين السنة والشيعة وقام الأخيرون بنهب بعض المراكز التعليمية السنية كالمدرسة العصرونية وغيرها من دور أهل السنة، ولما علم نور الدين بالأمر أرسل إلى قاضي المدينة أبي الفضل هبة الله بن أبي جرادة بأن يمضي إلى الجامع ويصلي بالناس، ويعاد الأذان إلى ما كان عليه فشرع المؤذنون في الأذان السني فاجتمع تحت المنارة من عوام الشيعة خلق كثير، فخرج إليهم القاضي وحذرهم وبين لهم أن نور الدين قد عوفي وأنه هو الذي أمر بهذا فانصرفوا وسكتت الفتنة [2].
و- وجاءت محاولتهم الثانية في شوال من عام 564هـ/1169م عندما أحرق الإسماعيلية مسجد حلب الجامع وكان يتخذ مكانا للدرس إلى جانب العبادة، فكان فيه الكثير من الزوايا التي وقفها نور الدين على المالكية والحنابلة وعلماء الحديث، فأعاد نور الدين بناء الجامع ووسعه وخصص له أوقافاً كثيرة [3]، ولعل الحركة من جانب الإسماعيلية في حلب كانت رد فعل لاستيلاء نور الدين على مصر الفاطمية في ربيع الآخر من هذا العام، إذ أيقن الإسماعيلية أن نور الدين ماض في تضييق الخناق على الشيعة وأنه عازم على استئصال هذا المذهب من مصر والشام [4] كانت خطوات نور الدين العقائدية في حلب خطوات مدروسة تدل على وعي وإدراك كاملين للهدف الذي يريد تحقيقه من وراء إنشاء هذه

[1] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 212.
[2] زبدة حلب (2/ 308 - 310) التاريخ السياسي والفكري ص 213.
[3] التاريخ السياسي والفكري للمذهب السني ص 213.
[4] المصدر نفسه ص 213.
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست