responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 318
لكيد العبيديين وأغراضهم الخبيثة من وراء ذلك وهو إخلاء المساجد من المصلين، ودفعاً لهذه المفسدة أذنوا للمؤذنين أن يزيدوا حي على خير العمل: لأن تركها يؤدي إلى مفاسد أعظم ومن هؤلاء العلماء: أبو الحسن علي بن محمد بن مسرور العبدي الدباغ ت 359هـ [1]، الذي كان من أهل الورع والعبادة والخشوع فقد فطن لغرض العبيديين، فكانوا أن قال للمؤذنين: أذنوا على السنة في أنفسكم فإذا فرغتم فقولوا: حي على خير العمل، فإنما أراد بنو عبيد إخلاء المساجد لَفِعلُكم هذا - وأنتم معذورون - خير من إخلاء المساجد [2].
ج- منع التجمعات: حرصت الدولة الفاطمية الرافضية على منع التجمعات خوفاً من الثورة والخروج عليهم ولذلك جعلوا بوقاً يضربونه في أول الليل فمن وجُد بعد ذلك ضرب عنقه، كما أنهم كانوا يفرقون الناس الذين يجتمعون على جنازة من يموت من العلماء [3]، وهذا الفعل لا يزال مستمراً في الأنظمة القمعية البوليسية التي لا ترى إلا ما يراه حاكمها وطاغوتها وفرعونها " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " (غافر، آية: 29).

ح- إتلاف مصنفات أهل السنة: أتلفوا مصنفات أهل السنة، ومنعوا الناس من تداولها كما فعلوا بكتب أبي محمد ابن أبي هاشم التُّجبي ت 346هـ توفي وترك سبعة قناطير كتب، كلها بخط يده، فرفعت إلى سلطان بني عبيد فأخذها: ومنع الناس منها كيداً للإسلام وبغضاً فيه [4].

خ- منع علماء أهل السنة من التدريس: منعوا علماء أهل السنة من التدريس في المساجد، ونشر العلم، والاجتماع بالطلاب، فكانت كتب السنة لا تقرأ إلا في البيوت خوفاً من بني عبيد فكان أبو محمد بن أبي زيد، وأبو محمد بن التبان وغيرهما، يأتيان إلى أبي بكر بن اللباد شيخ السنة بالقيروان في خفية، ويجعلان الكتب في أوساطهما حتى تبتل بالعرق خوفاً من بنى عبيد [5]. وهذا المسلك لا زالت الدول القمعية في العالم الإسلامي تمارسه على شعوبها فبعضها تمنع هذا الأمر كليَّا، وبعضها تسمح ببعض أمور الدين التي لا تصطدم مع مصالح الدول الكبرى.
س- عطلوا الشرائع، وأسقطوا الفرائض عمّن تبع دعوتهم حيث يقع إدخالهم إلى داموس ويدخل عليهم عبيد الله لابساً فرواً مقلوباً داباً على يديه ورجليه فيقول لهم: (بَح) ثم يخرجهم ويفسر لهم هذا العمل بقوله: فأما دخولي على يدي ورجلي فإنما أردت بذلك

[1] ترتيب المدارك (2/ 526).
[2] رياض النفوس (2/ 29).
[3] المصدر نفسه (2/ 423).
[4] مدرسة الحديث بالقيروان (1/ 76).
[5] رياض النفوس (2/ 504).
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست