responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 300
أ- إعلان الجهاد (التعبئة العامة للأمة): دعا نور الدين منُذ بداية حكمه للجهاد في سبيل الله وأعلن أن هدفه تحرير بلاد المسلمين ومقدساتهم من الاحتلال الفرنجي، وراسل باقي الحكام المسلمين في بلاد الشام وشمال العراق ليساهموا معه في تحقيق هذا الهدف وتعّززت دعوته هذه بما حققه من انتصارات على الفرنجة وما عرف عنه من عدل وصدق وتقوى وزهد، فاكتسب مصداقية كبيرة وتحققت له شعبية واسعة بين عامة المسلمين في بلاد الشام والعراق والجزيرة بمختلف طبقاتهم واتجاهاتهم وصار في أعينهم رائد الجهاد ضد الفرنجة وأمل المسلمين في استعادة أرضهم ومقدساتهم المحتلة واستقطبت دعوة الجها أعداد كبيرة من المتطوعين، كان نور الدين يستفيد منهم في عملياته العسكرية، وأوجدت رأيا عاماً قوياً وضاغطاً على الحكام والأمراء ليستجيبوا لدعوة نور الدين، فمن يتخلف منهم عن تلبية الدعوة يتعرض للنقد حتى من رعيته ويتهم بدينه ووطنيته، ويخشى خروج الحكم من يده ونجح نور الدين في استثمار هذا الشعور إلى أبعد الحدود، فكان يخطط للمواجهة مع الفرنجة في الوقت والمكان المناسبين ويطلب العون من باقي الأمراء والحكام المسلمين فيبادرون لإرسال القوات إليه، وغالباً ما كانوا يحضرون بأنفسهم ويضعون أنفسهم تحت قيادته فيتحقق له التفوق على العدو ويحقق الانتصارات الباهرة، ويحصلون بدورهم على حقهم من الغنائم ويعودون إلى إماراتهم.
أدَّى تكرار هذا العمل إلى توافر القوة الكافية لنورالدين في الوقت الذي يريد دون تحمل عبء نفقات إدامة هذه القوات خلال فترات الراحة والهدوء كما أدّت هذه الظاهرة إلى تحسين العلاقة بين الحكام والأمراء العرب المسلمين وتمتينها على أساس الثقة والتعاون والتنسيق ضد العدو المشترك، وزوال الخلاف والنزاع والتنافس الذي كان قائماً بينهم فيما سبق، وأصبح النزاع في المنطقة واضحاً محدداً بين جبهتين فقط هما الجبهة الإسلامية وجبهة الفرنجة وصار نور الدين زعيم الجبهة الإسلامية بدون
منافس [1].

ب- التدُّرج في مواجهة العدو: كان نور الدين يستخدم قواته حسب إمكانياتها ولا يكلّفها فوق طاقاتها ويتجنب التورط في معركة بدون تحضير واستعداد يجعله مطمئناً إلى تحقيق النصر فيها ويقدر قوة عّدوه تقديراً صحيحاً ودقيقاً كما يقّر قوّته بالمقابل بالمعيار نفسه وهو في هذا المجال يطبق الحكمة المشهورة أعرف عدوك وأعرف نفسك تستطيع خوض مئة معركة دون هزيمة [2]، وهذا لا يعني التقدير العددي فقط، بل كان يأخذ بالاعتبار العوامل الأخرى؛ المعنويات، والكفاءة والقيادة والأسلحة واستفاد نور الدين من

[1] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة ص 194.
[2] المصدر نفسه ص 194.
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست