responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 296
أراد فينال من بلاد الإسلام، فإذا طُلب انحجز فيها فلا يقدر عليه، فلما رأيت الحال هكذا بذلت له شيئاً من الإقطاع على سبيل التآلف حتى أجاب إلى طاعتنا وخدمتنا وساعدنا على الفرنج، وحين توفي نور الدين وسلك من بعده غير هذا الطريق ملك المتولي للأرمن بعد مليح كثيراً من بلاد المسلمين وحصونهم وصار منه ضرر عظيم وخرق واسع لا يمكن رقعه [1]، وبذلك استطاع نور الدين أن يستفيد من الخلاف بين أرمينية وبيزنطة وحقق كسباً عسكرياً، وكفل للمسلمين حقن دمائهم وجنب المسلمين معارك رآها خاسرة بعد دراستها، فهو ربيب " الموصل " ذات الجغرافية التي تدخل الجبال تضاريسها الشمالية، وحرب الجبال كما هو معروف غاية في الصعوبة، ومن هنا ضن بدماء المسلمين في غير ضرورة [2].

4 - شن حرب استنزاف مستمرة ضد الفرنج: أعطى نور الدين محمود الأولوية في أهدافه الاستراتيجية من حيث التنفيذ لهدف تحقيق الوحدة بين الدول والإمارات الإسلامية المواجهة للفرنجة، مصر وبلاد الشام، لأنه أدرك من خلال تحليله للموقف الدولي والإقليمي أنه لن يتمكن من القضاء على دول الفرنجة في بلاد الشام وخاصة مملكة بيت المقدس قبل تحقيق الوحدة مع مصر [3] وإزالة الجسم الغريب في الأمة المتمثل في الدولة الفاطمية الشيعية الرافضية الباطنية ثم الاستفادة من الطاقات الكامنة في الشعب المصري ومن إمكانياته الكبيرة في المواجهة الأخيرة التي لابد أن تشترك فيها دول أوروبا إلى انب الفرنجة في الشام وقد حصل هذا بالفعل فيما بعد في زمن صلاح الدين وثبتت صحة الاستراتيجية التي وضعها نور الدين وبدأ بتنفيذها ولكنه توفي قبل أن [4] يكملها.
ولذلك اتخذ نور الدين قراراً سياسياً في منشئه عسكرياً وفي طبيعة تنفيذه وهو يقصد من خلاله إضعاف قوّة الإمارات الفرنجية وكسر شوكتها، وتحطيم معنويات قادتها وأفرادها واسترداد ما يمكن استرداده من المواقع والحصون والقلاع منها، وقتل أكبر عدد ممكن من رجالها، وهذا هو مفهوم حرب الاستنزاف والغاية منها، حتى إذا ما تحققت الوحدة بين بلاد الشام ومصر وتوافرت الإمكانيات العسكرية الكافية تم القضاء على الإمارات الفرنجية وإزالتها من الوجود، ومواجهة كل ما يمكن أن يتبع ذلك من تدخل أوروبي، يظهر صحة هذا التحليل من موقف نور الدين بعد انتصاره الكبير في معركة حارم عام 559هـ/1164م حيث تم إبادة وأسر أغلب الجيش الفرنجي وكان من بين الأسرى قادة الفرنجة الثلاثة، أمير أنطاكية، وأمير طرابلس وقائد الحامية البيزنطية في المنطقة وأصبحت أنطاكية بعد المعركة هدفاً

[1] الباهر ص 169 دور نور الدين في نهضة الأمة ص 149.
[2] الحروب الصليبية مواقف وتحديات ص 73.
[3] دور نور الدين في نهضة الأمة ص 146.
[4] المصدر نفسه ص 146.
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست