responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 291
- أنها أنهت التحالف البيزنطي الصليبي وكان على الصليبيين أن يعتمدوا على أنفسهم أو مساعدات أوروبا في صراعهم مع الزنكيين.
- أنها حفظت وحدة الشام والتي تعد الأساس الهام لأي وحدة بينها ونبي مصر.
- أنها أعادت التوازن بين الصليبيين والزنكيين بخروج البيزنطيين البيزنطيين من الساحة ومن ثم عاد النزاع بينهما على مصر متوازناً مرة أخرى [1].
لقد أستطاعت المهارة السياسية الزنكية أن تدق أسفين بين التحالف البيزنكي والصليبي وهذا لم يأتي بدون دفع ثمن وإنما لتنازلات غير عادية فقد اتخذ نور الدين خطوة يصعب تقييمها إلا بوصفها من قبيل القرارات الصعبة المصيرية، فلعلم نور الدين محمود بعداء البيزنطيين للروم السلاجقة ولتقديره أن معركته الحالية والمرحلية ضد الصليبيين وليست ضد البيزنطيين، فإنه وازن بين الإطاحة بمشروعاته على يد الحملة الصليبية البيزنطية وبين الوقوف ضد سلاجقة الروم، فاختار الخيار الثاني وتفاهم مع الأمبراطور البيزنطي ضد السلاجقة وغيرها من الأول، فقبل الأمبراطور وأنسحب من الحلف الصليبي فأوقف الحملة وزال الخطر، وكان من أعظم النتائج التي ترتبت على هذه الخطوة أن تم استبعاد السلاجقة الروم من الصراع الدائر في المشرق ذلك أن الأمبراطور البيزنطي سرعان ما قام بحملة ضد السلاجقة وتعرض قلج أرسلان الثاني لضغط ثلاثي من ياغي أرسلان الدشمند والزنكيين والدولة البيزنطية ولما لم يكن باستطاعته أن يحارب على جميع الجبهات جنح إلى السلم وبدأ بالجانب الإسلامي، وتَّم الصلح أولاً بينه وبين نور الدين محمود [2].

وقد أحسن نور الدين في الأداء السياسي مع مانويل وقد تمثل دهاء نور الدين محمود السياسي في عدم إثارته للصراع مع الأمبراطورية البيزنطية واتجاهه إلى عقد اتفاق سلمي معها وذلك من أجل تجنب تحالف صليبي - بيزنطي ضد دولته على نحو يؤدي إلى خسائر فادحة تلحق بهما، ولا شك أنه استغل خبرة دولته الدبلوماسية من أجل إجراء تلك المفاوضات، واستطاع تحجيم خطرها من خلال الاتصالات الدبلوماسية وقد ساند النجاح السياسي الكبير قوة عسكرية ضاربة استطاعت مواجهة التحالف العسكري البيزنطي - الصليبي ومعه الأرمن في معركة حارم عام 559هـ/1164م [3].
إن مقاومة الغزاة تحتاج لمشروع نهضوي إسلام على أصول أهل السنة يستوعب طاقات الأمة ويكون للقيادة القدرة على الاستفادة من إمكانياتها الكبيرة في المجال العسكري

[1] الدولة العباسية من التخلي عن سياسات الفتح إلى السقوط ص 137.
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 312.
[3] فقه الصراع الإسلامي الصليبي ص206.
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست