responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 288
[1] - تجديد التحالف بين مملكة بيت المقدس والأمبراطورية البيزنطية: كانت الخطة التي وضعها بلدوين الثالث لإستقطاب مانويل هي المصاهرة فأرسل لهذا الغرض سفارة إلى البلاط البيزنطي في منتصف عام 552هـ/صيف عام 1157م برئاسة أرتارد رئيس أساقفة الناصرة، الذي توفي في الطريق، وعضوية كل من همفري الثاني سيد تبنين [1]، وجوسلين بسيليوس ووليم دي باري، لطلب يد الأميرة تيودورة ابنة إسحاق أخي الأمبراطور [2]، أحسن مانويل استقبال السفارة وكان أن تّمت الصفقة على أن تكون هدية الزواج التي يقدمها بلدوين الثالث لعروسه مدينة عكا وما يتبعها من أراضٍ والراجح أن المفاوضات تطرقت إلى أوضاع الصليبيين المتردية مقابلة تعاظم قوة نور الدين محمود، وما يمكن أن يقدمه الأمبراطور من مساعدة ومن الواضح أن مانويل استغل هذه الزيجة التي تمت في شهر رجب عام 553هـ/ شهر آب عام 1158م للقيام بمحاولة أخرى يسترد بها حقوق الإمبراطورية في كيليكية وأنطاكية ويبدو أنه وعد الملك الصليبي بالاشتراك في حلف لمناهضة نور الدين محمود وتأديب رينولد شاتيون صاحب أنطاكية وكان هذا الأخير قد حالف ثوروس الثاني صاحب أرمينية الصغرى ضد سلاجقة الروم والدولة البيزنطية معاً، في الوقت الذي اتخذ فيه الإمبراطور البيزنطي من سلاجقة الروم حاجزاً يقي أملاكه في آسيا الصغرى من تضخُّم نفوذ الأمير الأرميني [3].

2 - مانويل يغزو كيلكية: لم تكد الأميرة البيزنطية تيودورة تغادر القسطنطينية في صيف عام 553هـ/1158م متوجهة إلى بيت المقدس، حتى خرج مانويل على رأس جيش يقدر بخمسين ألف جندي، متوجهاً إلى كيلكية ليسترد حقوق الأمبراطورية ومن تَّم سيتوجه إلى أنطاكية لإخضاعها وتأديب حاكمها رينولد شاتيون [4]، وكان أن عبر مانويل آسيا الصغرى من شمالها الغربي إلى جنوبها الشرقي متظاهراً بمحاربة السلاجقة حتى يُموَّه على أهداف حملته واتسم خروجه بالسرية التامة وكان الأمير الأرميني ثوروس الثاني آنذاك في طرسوس، ولم يساوره أي شك في إمكانية حصول غزو بيزنطي لأراضيه، حتى علم فجأة ذات يوم من من شهر رمضان / شهر تشرين الأول بأن العساكر البيزنطية شوهدت على مسيرة يوم واحد من طرسوس فهرب إلى الجبال ثم دخل مانويل سهل كيليكية واحتَّل بعض المدن والقلاع الكبرى مثل طرسوس، وتل حمدون وعين زربة والمعيصة التي اتخذ مقامه فيها،

[1] تبنين: بلدة في جبال بني عامر المطلة على بانيادس بين دمشق وصور.
[2] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 307.
[3] وليم الصوري (2/ 859) تاريخ الزنكيين ص 307.
[4] تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 308.
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست