اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 258
الموصل، ومرافقته إلى البلاد الشام [1] ودخل صاحب حلب الموصل في شهر جمادي الأولى عام 566هـ شهر كانون الثاني عام 1171م من باب السر [2]، واتخذ عدة إجراءات تنفيذية لترتيب أوضاعها منها:
أقرَّ سيف الدين غازي الثاني على الموصل وجزيرة ابن عمر.
ولىَّ مملوكه سعد الدين كمشتكين نائباً عنه في القلعة.
أمر سيف الدين غازي الثاني بالعودة إليه في تدبير الأمور.
أهدى ابن أخيه خلعة الخليفة المستضيء وألبسه إياها وزوّجه ابنته.
أبطل المكوس من البلاد.
أمر ببناء الجامع النوري.
انتزع حّران ونصيبين والخابور والمجدل، من إمارة الموصل، وأقطعها لأمراء عسكره، ثم عاد إلى بلاد
الشام مصطحباً معه فخر الدين عبد المسيح وغيَّر له اسمه، وسمّاه عبد الله، وأقطعه إقطاعاً كبيراً (3)
غيَّرت هذه الترتيبات الإدارية التي نفّذها نور الدين محمود، في الوضع الجغرافي لدولة الموصل كما
تراجع نفوذها القيادي بعد أن خسرت سنجار لصالح عماد الدين زنكي، ونصيبين والخابور اللذين تولاهما نور الدين محمد بن قرأ أرسلان الأرتقي، فخضعت خضوعاً تاماً لنور الدين محمود، وأضحى سيف الدين غازي الثاني مجرد حاكم تابع له، يعمل تحت إشراف نائبه كمشتكين صاحب السلطة الفعلية. وتدليلاً على هيمنته على الإمارة فقد أُعلنِت الخطبة في جميع مساجد الموصل وأعمالها لنور الدين محمود وضربت السكة باسمه [4]، وأرسل نور الدين القاضي كمال الدين الشهرزوري إلى الخليفة المستضيء بأمر الله يطلب تقليده ما بيده من بلاد مصر والشام والجزيرة والموصل، والبلاد التي دخلت في طاعته في ديار بكر وخلاط وبلاد قلج أرسلان سلطان سلاجقة الروم، فوافق الخليفة على ذلك وأرسل له التقليد بحكم هذه البلاد جميعها [5]، وحرص نور الدين محمود على أن تسود العلاقات الطيبة بينه وبين ابن أخيه في الموصل. ففي عام 569هـ/1173م أرسل إليه هدية نفيسة هي عبارة عن تحف نادرة كان صلاح الدين الأيوبي قد انتخبها من خزائن القصر الفاطمي، [1] المصدر نفسه ص 185. [2] المصدر نفسه ص 185.
(3) تاريخ الزنكيين في الموصل ص 185. [4] المصدر نفسه ص 186. [5] المصدر نفسه ص 186.
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 258