responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 252
وأدرك خطورة السيطرة الدولة النورية على دمشق عام 549هـ/1154م، وأعلن عصيانه على نور الدين، وقد خشي الأخير أن يصطدم به حتى لا يطلب عون الصليبيين، خاصة ما عرف عنه من مناورات سياسية حيث تأرجح بين الولاء للمسلمين السنة تارة والصليبيين تارة أخرى [1]، ليضمن بقاء كيانه السياسي بمنأى عن الإندحار وسط كيانات أكبر من أن يواجهها منفرداً [2] ولإمراء في أن الدولة النورية السنية نظرت بارتياب إلى وجود كيان محلي درزي في تلك المنطقة المهمة في سهل البقاع بالقرب من الوجود الصليبي، وعلى الرغم من أن الأسرة الجندلية لم تكن تمثل قوة سياسية كبيرة، فإن نور الدين محمود حاذر من تصعيد الصدام مع الضحاك البقاعي، ولا أدل على ذلك من أنه أخذه بالملاينة لنحو ثلاث سنوات حتى تمكن من إخضاع بعلبك لسيطرته عام 552هـ/ 1157م (3)
وكان ذلك بعد المهادنة والاتفاقية بين نور الدين والملك الصليبي، ولم يظهر الضحاك مقاومة وأجاب أمر نور الدين وهكذا شهد عام 552هـ / 1157م تأميناً لحلب في شمال الشام بإخضاع شيزر، ثم بتدعيم السيادة النورية في سهل البقاع بانتزاع بعلبك من السيطرة الدرزية، وبالتالي صار الطريق من دمشق إلى بعلبك مهيأ أكثر من ذي قبل لشن هجمات حربية تجاه المناطق الصليبية ولم يعد سهل البقاع يحوى قوة تمثل موضع مضاد للنفوذ النوري [4].

3 - ضم حّران: اتجهت السياسة الخارجية النورية إلى ضم حران بعد أن خضعت للأخ الأصغر لنور الدين نصرة الدين أمير ميران [5] ومن المعروف أنه اتخذها مقراً له وقد اتسمت العلاقات بين الجانبين بالود في بادئ الأمر، حتى أن نور الدين عندما وقع فريسة للمرض عام 552هـ/1157م أوصى أن يكون نصرة الدين خليفته على عرش الدولة النورية، غير أن العلاقات تدهورت بعد أن غدت حران أقل من الطموحات السياسية الجامحة لنصرة الدين الذي تطلع إلى حلب ذات الثراء التجاري العريض ولذا اغتنم فرصة مرض أخيه ليستولى على السلطة ويبدو أنه تحصل على دعم من الشيعة الإسماعيلية وأنهم عاونوه على تحقيق مراميه وطبيعي أن سبب دعمهم لحركته عداء الدولة النورية لهم وحرمانهم من النفوذ السياسي الذي تمتع به السنة ويبدو أنهم وجدوا فيه ورقة رابحة لضمان نفوذهم في الدولة النورية وتمكن نصرة الدين من الاستيلاء على المدينة غير أن قلعتها استعصت عليه، ويبدو أن ذلك مثل أهم عوامل فشل المحاولة، على الرغم من وجود تنسيق

[1] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 117.
[2] المصدر نفسه ص 117.
(3) ذيل تاريخ دمشق ص 331 فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 118 ..
[4] فن الصراع الإسلامي الصليبي ص 118.
[5] المصدر نفسه ص 118.
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست