responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 180
العالية، وتربية الإرادة القتالية عند جميع أفراد الأمة دون أن يقتصر ذلك على طائفة دون أخرى بالإضافة إلى طائفة مختصة عنت الدولة بإعدادها إعداداً قتالياً خالصاً، وتدريبها تدريباً عسكرياً متميزاً يجعلها تتفوق على ما عند الأعداء [1].

أولاً: فئات المدرسين في الدولة الزنكية:
1 - معلمو الكتاتيب: الاسم الشائع الذي كان يطلق على معلم الصبيان في العهد الزنكي هو (المعلم) أو (المؤدب). ومعلم الكتاب في ذلك العهد يماثل معلم المرحلة الابتدائية في عهدنا الحاضر، من حيث أنه يتولى تعليم الأطفال العلوم الأساسية، ويشرف على تربيتهم وتوجيههم، وتأهيلهم إلى المرحلة الأعلى وقد اهتم حكام العهد الزنكي بهذه المرحلة من التعليم اهتماماً خاصاً وحظي معلموا هذه المرحلة بمكانة عالية لديهم، فوفّروا لهم كافة سبل العيش المريح للقيام بمهمتهم على أفضل وجه وأداء رسالتهم المهمّة في توجيه اللبنة الأولى في التعليم على النهج السليم الذي رسمته تلك الدولة، هو إعدادهم منُذ صغرهم ليتخرجوا صحيحي العقيدة سليمي الذهن [2] متأثرين بذلك التوجه الإسلامي ليتخذوا مواقعهم في المجتمع، وليقوموا بالأعمال المنوطة بهم مستقبلاً على التوجه السليم والسياسة المرسومة [3]. وكان من أهم ما يتطلبه تعليم الصبيان في المعلم أن يكون حافظاً لكتاب الله ملماً ببعض علوم اللغة وأصول الحساب والخط [4] وكان يشترط فيمن يقوم بتعليم الصبيان شروط خلقية كثيرة ذلك لأنه كلما زادت الخصال المحمودة في المؤدب زاد الصبي به تجملاً ورفعة وفي هذا الصدد يقول الإمام الغزالي المتوفي سنة 505هـ/1112م: إن صلاح التلميذ بصلاح معلمه، فإن أعينهم إليه ناظره، وآذانهم إليه مصغية، فما استحسنه فهو عندهم الحسن وما استقبحه فهو القبيح [5]، كما اشترط المربون في المعلم أن يكون عادلاً بين الصبيان، وأن يكونوا عنده بالمنزلة سواء لا تفريق بينهم فابن الفقير وابن الغني على حد سواء في التربية والتعليم [6].
هذا إلى جانب كونه من أهل التقوى والورع والعفة واستحب المربون في معلم الكتّاب أن يكون كبير السن [7] وقد اشتهر بالتأديب في العهد الزنكي الشيخ علي بن منصور السُرُوجي المتوفي سن 572هـ/1176م [8] وكان قد ندبه الملك عماد الدين زنكي لتربية أولاده وتعليمهم، وقد اشتهر السروجي ببراعته في الأدب والشعر

[1] لا طريق غير الجهاد ص 335.
[2] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 166.
[3] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 166.
[4] مدخل الشرع الشريف على المذاهب الأربعة (2/ 317).
[5] إحياء علوم الدين (1/ 63،64).
[6] الحياة العلمية في العهد الزنكي ص 167.
[7] المصدر نفسه ص 167.
[8] مرآة الزمان نقلاً عن الحياة العلمية ص168.
اسم الکتاب : القائد المجاهد نور الدين محمود زنكي شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست