وإذا كانت مثل هذه الأفعال تستحق الذكر، فهناك أفعال أخرى، ولكن معاكسة يجب أن يشهر بها.
إني أعرف حق المعرفة أنه كان يوجد في مسكن باي قسنطينة، بالجزائر ملابس وأشياء أخرى تقدر قيمتها بأكثر من مليون فرنك. تتمثل هذه الأشياء في حياك وبرانس وأوان فضية، الخ ... ويبدو أن الضابط السامي الذي أعطي له هذا المسكن، كان يعتقد بأن له الحق في التمتع بكل ما اشتملت عليه. فيقال أنه باع كل شيء بمبلغ 2،200 فرنك لأنه لم يكن يعرف القيمة الحقيقية لتلك الأشياء وقد استفاد من هذا النهب أحد اليهود المحيطين به، اسمه ابن دران، الذي اشترى منه كمية هائلة من الملابس تطلب نقلها سبعة أيام.
هناك ديار أخرى كان لها نفس المصير، وجد اليهود في ذلك تجارة رابحة. ولقد استطاع كثير منهم أن يحملوا، بواسطة التخويف بعض السكان الأثرياء على بيع أثاثهم وأمتعتهم قبل أن يأتي الفرنسيون للاستيلاء عليها.
وكدليل على ما أقول أذكر الحادث التالي: لقد حمل اليهودي بكري وكيل الحرج على أن يبيع له أثاثه الثمين وأنواعا مختلفة من أمتعة الزينة، تقدر قيمتها بحوالي خمسين ألف فرنك بمبلغ أربعة آلاف فرنك. ولم يدفع له ذلك نقدا، وإنما وقع له سندا لأجل معلوم. ثم نفي وكيل الحرج هذا، وبقيت القيمة عند بكري، وبما أن هذا الأخير أصبح الآن غير قادر على الدفع، فإنه لا يملك إرغامه على تأدية ما عليه. وهناك ألف قضية أخرى تشبه هذه، وهي حقيقة على الرغم من أنها تبدو مستبعدة، وإنني لا أكاد أصدق أعيني، بالرغم من أن الأمور كانت تقع بمحضري.