إن الجنرال بورمون لم يجب لا دعوات الخواص ولا طلبات من كانت لهم ديون في ذمة الدولة. ومع ذلك فإن الحق العام المعمول به في جميع البلدان يحتم على كل حكومة أو من يخلفها أن تدفع ديونها كما أنه يسمح لها بمطالبة المدينين بما لها عليهم. إن حكومة العودة [2] قد دفعت ديون الإمبرطورية، كما أن الإمبراطورية وحكومة جوليت [3] قد دفعت كل منهما ديون الحكومات السابقة. إن الدولة هي الأمة، فهي لا تتغير لأنها راسخة في الأرض، ولذلك فإن ديونها مقدسة.
لقد طلبت بنفسي من بورمون أن يسدد لي قيمة كمية من الورق كان الداي قد أخذها مني لصناعة الخرتوش عندعا كان الجيش الفرنسي في سطاولي. وتقدر هذه القيمة بحوالي عشرة آلاف فرنك. ولكن المارشال بورمون لم يتفضل حتى بإجابتي. وكررت هذا الطلب لدى السيد كلوزيل [4] فسلك مسلك [2] تطلق العودة على الفترة التي تلي الامبراطورية الأولى، والمقصود بها هي عودة أسرة البورمون إلى الحكم. وهناك عودة أولى وعودة ثانية تفصل بينهما حوادث المائة يوم الشهيرة. [3] هي ثورة ثلاثين جوليت 1830 التي قامت بها جماعة المتحررين والتي قضت على أسرة البوربون وجاءت إلى الحكم بالدوق دورليان الذي سيصبح، بعد ذلك، لويس فيليب. [4] ولد كلوزيل سنة 1772، وتوفي بعد ذلك بسبعين سنة. ساهم في إعداد وإنجاح ثورة جوليت التي منحته قيادة الجيش الفرنسي في الجزائر ابتداء من شهر أوت 1830. ثم خشيه لويس فيليب فاستدعاه في شهر فيفري سنة 1831.وبعد اندلاع الثورة بعام واحد حصل على رتبة مارشال فرنسا. وعاد لقيادة الجيش في الجزائر يوم 8 جوليت 1835، فارتكب أبشع الجرائم. وعندما استبدل بدامرمان، يوم 12 فيفري 1837، التحق بمجلس النواب الفرنسي حيث أراد أن يبرر سلوكه، ويثبت نزاهته وعدم صحة الاتهامات الموجهة إليه.