5 - تبقى ممارسة الديانة المحمدية حرة، كما أنه لن يقع أي اعتداء على حرية السكان من جميع الطبقات ولا على دينهم وأملاكهم وتجارتهم وصناعتهم، ونساؤهم سيحترمن.
إن قائد الجنرالات يتعهد بشرفه على تنفيذ كل ذلك. وأن تبادل هذه الاتفاقية سيتم قبل الساعة العاشرة من هذا الصباح، وبعد ذلك مباشرة تدخل الجيوش الفرنسية إلى القصبة ثم إلى جميع حصون المدينة والبحرية. في المسعكر المخيم أمام الجزائر، يوم 5 جوليت سنة ثلاثين وثمانمائة وألف.
إمضاء: كونت دوبرمون
خاتم حسين باشا، داي الجزائر
وعندا علم العرب والقبائل بدخول الجيش الفرنسي إلى الجزائر، ظنوا أنه فعل ذلك عنوة لا عن طريق المفاوضات، واعتقدوا، كذلك؛ أن المدينة نهبت، ولذلك قاموا بدورهم ينهبون ويخربون ديارنا في البادية حتى لا يستفيد منها الفرنسيون على حسابهم. وهكذا، أخذوا كل ما يمكن حمله: المواشي، الخيل، البغال، الخ ... وأشعلوا النيران في المخازن، وكسروا جرار الزيت والزبدة، ثم اصطحبوا معهم كل ما قدروا على نقله حتى لا يتركوا شيئا للفرنسيين، وبدورهم، قام هؤلاء الأخيرون باقتلاع سياجات الحديد، وتهديم الحمامات وحملوا إلى الأسواق ما تبقى من أشياء فباعوها أمام أعيننا، وبذلك يكون الفرنسيون قد اتبعوا طريقة البرابرة، بل إنهم كانوا أكثر فسادا، لأنهم هدموا ما كان مبنيا وخربوا ما كان موجودا.