responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 359
أنفسهم "الجماعة الإسلامية في الأندلس" (ويستعملون دون غيرهم اللفظ العربي لكلمة الجماعة).
أخذت أعداد "الجماعة الإسلامية في الأندلس" تتكاثر بعد الانتقال إلى مركزها الخاص، بانضمام أعداد متزايدة من الشباب الأندلسي لها، بينما لم يزد عدد أعضاء "جماعة إشبيلية الإسلامية"، مما أزم العلاقة بين المجموعتين. وعملت "الجماعة الإسلامية في الأندلس" على تعلم الدين الإسلامي بمجهود طالب فلسطيني عضو في فرع إشبيلية لـ "الجمعية الإسلامية في إسبانيا" اسمه هلال أبو جمل، عمل معلمًا للجماعة ومرشدًا لها وإمامًا.
وأخذت تظهر "الجماعة الإسلامية في الأندلس" في الصحافة عن طريق كتابات عبد الرحمن مدينة. وذلك أن أحد مشاهير المؤرخين المتعصبين، واسمه كلاوديو سانشس البرنص (1892 - 1984 م)، كتب مقالاً في شهر أبريل سنة 1982 م في جريدة "دياريو 16 " حول "إعادة احتلال الأندلس" (أي من طرف المسلمين)، قال فيه عن التاريخ الأندلسي: "كان المجتمع الإسلامي في إسبانيا عقيمًا، همجيًّا، عديم الحضارة والحريات، فاسدًا. ومن حسن الحظ أن المسلمين طُردوا". ثم قال: "لا، يا أصدقائي الأندلسيين انسوا تلك الساعات القائمة الماضية: وأنتن، يا لولا ويا كارمن ويا روزاريو ويا آنا، أنتن اللاتي يتغنى بكن مانولو ماشادو، اللاتي تُضئن الأندلس، هل تردن من جديد أن تصبحن أدوات لذة بين الحريم؟ هل تودن العودة إلى سوق النخاسين؟ ". وتبعث ذلك المقال حملة ضد الإسلام والجمعيات الإسلامية التي أسسها الراجعون إليه. فرد عبد الرحمن مدينة على كلاوديو سانشس ردًّا مقنعًا، كان له الأثر الطيب، كما رد عليه غيره من زعماء المسلمين الأندلسيين.
ثم نشر عبد الرحمن مدينة سلسلة من المقالات في الصحافة الإسبانية، يدافع فيها عن الإسلام والشخصية الأندلسية، ويربط بينهما، كالمقال الذي كتبه حول موقف السلطة الإسبانية الحاكمة من الأندلس، إذ قال في افتتاحيته: "كانت الأندلس دائمًا ضحية الأشكال المحددة التي يطلقها عليها الاحتكار القيادي الثقافي والسياسي من مجريط، خاصة فيما يخص منبع الحضارة الأكثر ضياء التي عرفتها أوروبا: الثقافة الإسلامية الأندلسية". ثم أنهى مقاله بقوله: "نحن الأندلسيون لم يعد ينظر إلينا كمجموعة بشرية لها شخصيتها الخاصة، ولكن كمجموعة مندمجة في كتلة بشرية متشابهة لا شخصية لها، وذلك منذ أن صاح "الله أكبر" آخر مؤذن أندلسي من

اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست