responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 178
والقصر الكبير، وقراه وباديته. واستقر حوالي 10.000 أندلسي آخرون على مصب وادي أبي رقراق، في سلا، وخاصة في مدينة الرباط التي عمروها بعد أن كانت خرابًا. واتجه حوالي 10.000 أندلسي آخرين إلى مدينة فاس، بينما توزع الباقون، أي حوالي 10.000 أندلسي، على مدن المغرب الأخرى، كمكناس ومراكش وآسفى ووجدة، وعلى موانئه وبواديه.
وكان انتقال الأندلسيين إلى المغرب عن طريق المراكز التي استعمرتها إسبانيا على شواطئه، كطنجة وسبتة، ومنها انتقلوا إلى المناطق الأخرى. ولقد قدم معظم الأندلسيين المهاجرين إلى المغرب من الأندلس والقشتالتين واسترمادورا، بينما قدم آخرون من مرسية وبلنسية وأراغون القديمة وقطلونية. واتجه معظم أهل القشتالتين واسترمادورا إلى مصب وادي أبي رقراق، خاصة الرباط حيث انتقل كل من أتى من فرنجوس بعد أن أراد مولاي زيدان استعمالهم في حروبه الصحراوية، وانتقل معظم الغرناطيين إلى فاس وشمال المغرب، بينما استقر أهل بلنسية ومرسية وأراغون القديمة وقطلونية في تطوان والرباط.
وعمل السلطان السعدي مولاي زيدان على تيسير استيطان المهاجرين الأندلسيين، إذ رأى فيهم عنصرًا مفيدًا للمغرب، لتعمير مدنه، وتحسين أوضاع بواديه، والاستفادة من رجالهم وخبراتهم في الجيش. وتدخل مولاي زيدان للدفاع عنهم ضد مناوئيهم داخل المغرب وخارجه. ففي المغرب، أذن لهم بالاستيطان حيثما شاؤوا وبإعادة تعمير مدينة الرباط، وقدم لهم التسهيلات اللازمة لذلك. وخارج المغرب، دافع على حقوقهم، وتابع المعتدين عليهم عند انتقالهم إليه. مثال ذلك السفارة التي أرسلها مولاي زيدان برئاسة الشهاب الحجري، أحد المهاجرين الأندلسيين، إلى باريز لأخذ حقوق الركاب الأندلسيين الذين اعتدى عليهم أصحاب السفن الفرنسيون، إذ "كان الأندلسيون يقطعون البحر في سفن النصارى بالكراء، ودخل كثير منهم في سفن من الإفرنج من أربع سفن، وبعث رجل أندلسي من بلاد فرنجة يطلب منهم وكالة ليطلب بالشرع عنهم ببلاد الفرنج، واتفق نظرهم أنهم يبعثون خمسة رجالاً من المنهوبين لهم، واحدًا من الأندلس الذين سبقوهم بالخروج، واتفقوا أني نمشي لهم، وأعطاني السلطان كتابه وركبنا البحر المحيط بمدينة آسفى".
ولم يستقبل الأندلسيون المهاجرون استقبالاً جيدًا من طرف الأهالي المغاربة إلا في مدينتي فاس وتطوان حيث كانت بهما جالية أندلسية قديمة كبيرة وذات نفوذ. أما

اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست