اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 136
ورغم الانتصار النصراني على القوات البحرية العثمانية في ليبانتو سنة 1571 م، لم يتوقف التخوف من مسلمي مملكة أراغون، بل زاد حدة بعد أن حرر العثمانيون حلق الوادي مدخل مدينة تونس من يد الإسبان سنة 1574 م. ففي 9/ 10 / 1575 م كتب الملك إلى كونساكا، نائب الملك على مملكة بلنسية، يأمره بمنع المورسكيين من السكنى قرب البحر، ولا حتى المرور بجانبه دون حراسة مشددة من طرف "النصارى القدامى". وهكذا أجلى نائب الملك المورسكيين من كل شواطىء مملكة بلنسية.
ووصل إلى الملك سيل من التحذيرات من مسلمي بلنسية خاصة، كالرسالة التالية المرسلة إلى الملك بتاريخ 17/ 3 / 1582 م من طرف أسقف طليطلة، يقول فيها: "أرجو من جلالتكم بكل تواضع أن تأخذوا بعين الاعتبار احتمال قدوم الأسطول التركي إلى بحارنا وسيجد في مملكة بلنسية وحدها من الأعوان خمسين ألف مقاتل دون الذين في أراغون (أي القديمة) وغرناطة، وهذا عدد ضخم وإذا تعاونوا جميعًا، مع معرفتهم للطرق بدقة. فستصبح بذلك مشكلة هذه الممالك عظيمة مع نقص في الخيول والأسلحة والرجال المدربة. وهذا ما لا يجهله المورسكيون الذين برهنوا في الماضي أنهم دققوا في كل شيء وحسبوه. فإذا اتحد كل هؤلاء مع "الهوكونوت" (بروتستانت فرنسا) والمرتدين الآخرين وضايقونا فستكون مشكلتنا أكبر".
وكتب المفتشون العامون في سرقسطة، عاصمة مملكة أراغون، رسالة بتاريخ 15/ 3 / 1582 م إلى الملك، يقولون فيها: "وسبب توصلهم (يعني المورسكيين) بأمر الثورة هو أن دون أنطونيو البرتغالي وأمير أورانج اتفقا مع مسلمي المغرب عن طريق بعض التجار والمورسكيين الغرناطيين الذين يترددون على تلك البلاد. وكذلك فإن أمير بيارن (رئيس الهوكونوت) شوهد مع ملك فرنسا يطلب منه إنجاز وعده له عندما تزوج بأخته بإعطائه الرجال لاحتلال نبارة. وأنه تفاوض مع مورسكيي أراغون (القديمة) لمساعدته، وكذلك مع مورسكيي بلنسية لحراسة أسطول الأتراك الذي لا يعرفون من أين سيأتي لكن يعرفون أنه يجب أن يكون في الجزائر بتاريخ 11/ 8".
وكانت الإشاعات المتواصلة تنتشر في مملكة أراغون (بأقسامها الثلاثة: أراغون القديمة وبلنسية وقطلونية) مفادها قرب تحالف ثلاثي بين المورسكيين والعثمانيين والهوكونوت. وكانت هذه الإشاعات تقوي عزيمة مسلمي مملكة أراغون على
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 136