responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 131
تشتتهم كلما اجتمعوا، وتمنعهم من الاتصال بمسلمي مملكة أراغون فتحرم عليهم الهجرة إلى أراغون، وتمنعهم من الاتصال بمسلمي شمال إفريقيا فتخرجهم من المدن والقرى الشاطئية. وكانت السلطات الإسبانية تخاف أكثر ما تخاف من ثورة مورسكية شاملة تعم إسبانيا كلها تساندها الدولة العثمانية. وكانت ترى في غرناطة، آخر معقل للسيادة الأندلسية، مركز عصبيتهم، فلذا كانت تركز على منع تجمع المورسكيين بها.
أدّى نقل عدد كبير من الغرناطيين إلى قشتالة إلى عدة نتائج تعارض الأهداف التي خططتها الدولة لنفسها. أولاً، أدى توزيع الغرناطيين، ذوي الهوية الأندلسية الإسلامية الثابتة، إلى إحياء جاليات قشتالة المدجنة التي أجبرت على التنصير كذلك.
ومن أهم هذه الجاليات أهل فرنجوش (ولاية بطليوس) التي كان لها، فيما بعد، دور كبير في تعمير مدينة الرباط، عاصمة المغرب اليوم. ثانيًا، أدى تشتيت الغرناطيين إلى سهولة انتقالهم بين جاليات إسبانيا الإسلامية المختلفة وسرعة تحركهم الدائم، مما جعلهم الرباط القوي بين هذه المجموعات التي أخذت تشعر بوحدة مصيرها وتنسق مقاومتها لإجراءات التنصير، وذلك ما حاولت الدولة الإسبانية تحاشيه بتشتيت الغرناطيين، فكانت نتيجة عملها عكس ما أرادت. ثالثًا، أدى طرد الغرناطيين إلى عداوة قوية بين النصارى القدامى و"النصارى الجدد" (أي المسلمين) مما كرس الهوة بينهما وقوى عصبية الجماعة عند المسلمين وجعل إدماجهم في النصارى القدامى أمرًا مستحيلاً. رابعًا، أدت هجرات الغرناطيين المتواصلة إلى سهولة ربط علاقة مسلمي إسبانيا بإخوانهم في الخارج، خاصة المغرب والدولة العثمانية. خامسًا، أدى استرقاق عدد كبير من المسلمين إلى انتشار روح الفداء فيهم، فعمت حركة الفداء معظم مناطق إسبانيا وانعدم الأمن فيها.
عاش المسلمون في قشتالة بالأمل الذي رفع من روحهم المعنوية وساعدهم على المقاومة: أمل إحياء الدولة الأندلسية؛ وأمل العودة إلى غرناطة (بالنسبة للغرناطيين): وأمل انتصار الدولة العثمانية (أقوى دولة إسلامية)، مما سهل انتشار الشائعات المختلفة. ففي أبريل سنة 1577 م انتشرت شائعة بين غرناطيي قشتالة، مفادها أن الملك على وشك السماح لهم بالعودة إلى غرناطة مقابل غرامة مالية كبيرة، وأن المفاوضات التي يشارك فيها ألونسو بنيغش (أحد وجهاء المورسكيين) في تقدم مستمر. وأخذ المسلمون يتكاتبون في هذا الموضوع من بلد لآخر، ومثال ذلك الرسالة التي كتبها ثمانية من وجهاء مسلمي طليطلة بتاريخ 11/ 4 / 1577 م إلى

اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست