العهد يأمره بالحضور إلى مصر. ومع وصول أمره له [1] بذلك بادر بالرحيل لوقته، وسار العسكر معه إلى الرملة، ولما عرف الحاكم امتثاله [2] لأمره زالت الشبهة عنه من نفسه، /131 أ/وكتب له يرسم له بالرجوع إلى دمشق، وقلّد تقليدا ثانيا، وردّ [صاعد بن] [3] عيسى بن نسطورس إلى مصر وقتله في الحال [4].
وثار بدمشق بعد مسير وليّ العهد عنها رجل من أهلها يعرف بمحمد بن أبي [5] طالب الجزّار [6]، واجتمع إليه جمع كثير من أحداثها ومن رعاع أهل حوران امتعاضا [7] لوليّ العهد، وحاربوا الجند، وطرح الجند النّار في المدينة، فأحرقت منها قطعة كبيرة. ولمّا عرف محمد بن أبي طالب الجزّار عودة وليّ العهد سار للقائه، واجتمعوا في لدّ. وسار محمد بن أبي طالب إلى دمشق وقد التفّ به، واجتمع إليه خلق كثير، ودخل دمشق بغتة، وراجع الحرب واستظهر على الجند وأخرجهم من المدينة، وأرسل [8] إليه وليّ العهد في تسكين الفتنة، فلم يطعه، وقتل قاضي دمشق، وتسلّط هو والأحداث عليها، وقتل أيضا جماعة من الناس ونهبهم، وتوقّاه أهل السّلامة وخافوا منه، وغلت الأسعار بقيام الفتنة، فاجتمع على الناس بدمشق الجوع والحريق والنهب والقتل. وكان محمد بن أبي طالب قد سدّ الباب المعروف [1] في البريطانية «إليه». [2] في الأصل وطبعة المشرق 227 «أمثاله»، والتصحيح من البريطانية وبترو. [3] ليست في الأصول والمطبوع، وأضفناها للتصحيح كما مرّ اسمه قبل قليل عن البريطانية وبترو، وفيها «صاعد بن عيسو». [4] أنظر عنه في: الإشارة 33، واتعاظ الحنفا 2/ 114، والدرّة المضيّة 296، والمغرب في حلى المغرب 356. [5] في بترو «بمحمد بن عبد أبي». [6] في (تاريخ الإسلام) بحاشية (ذيل تاريخ دمشق 70) «الجرار». [7] في البريطانية «امتغاصا». [8] في الأصل وطبعة المشرق 227 «ورسل». والتصحيح من البريطانية.