أمير المؤمنين للنظر [1] في كثير من الأمور [2].
وكان يحضر بحضرة الحاكم الأمير شمس الملك مسعود بن طاهر [3]، وهو يومئذ متولّي جميع الدواوين والناظر فيها، ويحضر معه من أماثل أصحاب الدواوين، ويؤخذ رأيهم فيما يحتاج إليه. ولم يزل الحال جاريا على هذا إلى أن فقد الحاكم.
[ظهور الدرزي] [سنة 408 هـ.]
وورد إلى مصر في سنة ثمان وأربعمائة داع عجميّ يسمّى محمد بن إسماعيل ويلقّب بالدّرزيّ، (قصد خدمة الحاكم) [4] وأحسن إليه وأنعم عليه، فدعا الناس إلى أن يعتقدوا أنّ الحاكم هو الله صانع العوالم ومبدع الخلائق، وأعلن دعوته وكاشف بمذهبه، فلم ينكر الحاكم عليه قوله.
ولعمري أنه قد كان [من] [5] تقدّم من آبائه الخلفاء العلويّين منذ أوّل ظهورهم [بالمغرب] [6] دعوى إلى مذهب غير بعيد من هذا الاعتقاد، وهو أنّهم آلهة حلّوا على الأرض في أشباح بشريّة، ومن/128 ب/العليّ (7) [1] في بترو «المنظر». [2] المعروف أن الحاكم قرّر ولاية العهد على ابن عمّه أبي القاسم عبد الرحيم بن الياس بن أبي علي بن المهديّ بالله، وذلك في سنة 404 هـ (اتعاظ الحنفا 2/ 100،101) وضرب اسمه على السكّة. (2/ 103) وكان عبد الرحيم يساير الخليفة وهو يحمل الرمح الذي من عادة الخليفة حمله. وقريء سجلّ بأن كل من كانت له مظلمة فليرفعها إلى وليّ العهد، فجلس عبد الرحيم ورفعت إليه الرقاع فوقّع عليها. (2/ 104). ومن هنا أقول: إن ما ورد هنا من أن الأمير «إبراهيم أبا هاشم» الملقّب بوليّ عهد أمير المؤمنين، هو وهم وليس صحيحا. [3] في البريطانية «ظاهر»، وهو الوزّان، تولّى الوزارة سنة 409 هـ (اتعاظ الحنفا 2/ 114) كما تولاّها ثانية سنة 414 هـ (2/ 132) وانظر عنه في: الإشارة 29 و 33 و 34، والدرّة المضيّة 296، و 317، والمغرب في حلى المغرب 356. [4] ما بين القوسين ليس في (ب). [5] زيادة من (ب). [6] زيادة من (س).
(7) في البريطانية «العلاء».