والملوك الذين وقفت على أسمائهم، ومدّة أيّام ملك كلّ واحد منهم، وأضيف إلى ذلك جملا ممّا انتهى إليّ من أخبارهم وسيرهم، والحوادث التي كانت في أيامهم، وأتجنّب فيها الإطالة في الشرح، والإيجاز في الاختصار، وأسلك الطريق المتوسّطة بين الطريقين، فإن النّفوس إلى معرفة الأخبار القريبة العهد أكثر تطلّعا وأعظم تشوّقا [1]، وأذكر فيه [أيضا] [2] أسماء بطاركة الإسكندرية، وبيت المقدس، وأنطاكية، والقسطنطينية، وأعمارهم في كراسيّهم نحو ما فعل في تاريخه، ويكون جزءا مفردا مضافا إلى كتابه. وأما بطاركة رومية فلم يحصل لي أسماؤهم على التحقيق، وذلك أنّ سعيد بن بطريق [البطريرك] [3] ذكرهم على الولاء من بطرس رأس الحواريّين إلى غابيوس [4] البطريرك الذي كان في زمن رئاسة [5] المجمع السادس [6] [وهو المائتا وتسعة وثمانون] [7] في القسطنطينية في زمن ملك قسطنطين ابن قسطس [8] ملك الروم، في (أيّام) [9] خلافة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، فلم يذكر من صار بعده، وقد ذكر ذلك في النصف الثاني من كتابه، فقال:
ولم يقع لنا أسماء بطاركة رومية منذ مات غابيوس بطريركها [10] ولا شيء من أخبارهم من ذلك الوقت إلى أن وضعت هذا الكتاب، فلم يزل غابيوس هذا يذكر في الذبتيخن [11] منذ اجتماع المجمع السادس إلى بعد وفاة سعيد بن [1] في نسخة بتروبوليتان والبريطانية «شوقا» وسأكتفي باختصار بتروبوليتان إلى «بترو». . [2] زيادة من (س). [3] زيادة من النسخة البريطانية. [4] في البريطانية «غاييس». . [5] في النسخة البريطانية: «الذي في زمان رئاسته كان»، وفي نسخة بترو: «رياسته». [6] انعقد المجمع السادس من 7 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 680 حتى 16 كانون الأول (ديسمبر) سنة 681، وتقرّر فيه اعتماد المذهب الأرثوذكسي الذي يقول بأن للمسيح عليه السلام إرادتين وفعلين. (أنظر: الدولة البيزنطية للدكتور السيد الباز العريني-ص 136). [7] ما بين الحاصرتين زيادة من البريطانية. [8] في البريطانية «فسطس». . [9] «أيام» ليست في النسخة (ب). [10] في البريطانية «غابيس بطركها». [11] في البريطانية «الدبتيخا». .