فحلف له البطريرك إنه ما كاتب الروم قطّ ولا كاتبوه، وسأله عن الدّليل على ما اتّهمه به، فنهض ابن مانك كأنّه يطلب كتابا، واستدعى قوما من الخراسانيين كان أعدّهم للإيقاع بالبطريرك، واستنفرهم عليه [1]، فوثبوا عليه بالخناجر [2] وأقامه واحد منهم قائما، وضربه آخر بالخنجر فأنفذه في بطنه، فسقط إلى الأرض، ومع سقوطه قطع رأسه وطرح فى أتّون حمّام بجوار [3] دار ابن مانك، وحملت جثّته وأخرجت في الوقت من باب المدينة وطرحت في النهر، وذلك في [ليلة الأربعاء] [4] ثاني عشرين أيّار سنة ألف ومائتين وثمان وسبعين، وهو لعشر خلون من جمادى الأخرى سنة ستّ وخمسين وثلاثمائة [5].
وأنفذ ابن مانك قبل الصبح قوما إلى كنيسة القسيان وقبضوا على ما وجدوه في منزل البطريرك وفي خزانة الكنيسة، وعاقبوا الخازن إلى أن أظهر لهم آنية كانت مستورة، وأخذوا [6] الفضّة (والقماش) [7] وغيره [8]، ولم يتركوا غير النّحاس ومصاحف ليس بكثيرة، وأخذوا إليهم كرسيّ مار بطرس (السليح) [9]، وهو كرسيّ من خشب النّخل مصفّح بفضّة، وحفظوه في دار شيخ من شيوخهم يعرف بابن عمر [10] ولم يزل في داره إلى أن ملكوا [11] الروم المدينة، وبعد ثمانية أيام من قتل البطريرك ظهرت جثّته على جزيرة من [1] في النسخة البريطانية «إليه». [2] في نسخة بترو «بالخناجر طوال معهم». [3] في النسخة (س) «في جوار». [4] زيادة من النسخة (س). وفي نسخة بترو: «ليلة التي صبحتها يوم الأربعاء». وعند كانار 275 «وذلك في الليلة التي صبحتها من الأربعاء والثاني والعشرون من أيار». [5] قارن النص في طبعة أوربا 807 - 809، وطبعة كانار 273 - 276. [6] في نسخة بترو «وأخذوها». [7] ساقطة من نسخة بترو. [8] في النسخة (س) «وأخذوها أيضا». [9] زيادة من النسخة (س). [10] في النسخة (س) «بابن عامر». [11] كذا، والصحيح «ملك».