responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث المؤلف : الميلي، مبارك    الجزء : 1  صفحة : 303
لما كانت تنطوي نفوسهم عليه من كراهية السلطة الاجنبية. ولذلك أعانوا فرموس وجلدون في ثورتهما، وكانت الحكومة دائما ضدهم. وأصدر الامبراطور هونريوس سنة (410) أوامر في التشديد عليهم، ولكثرتهم لم يستطع تنفيذها. ولما أعياه أمرهم أمر باجتماع شيوخ الدين سنة (411) فانعقد المجلس بقرطاجنة، وحضره من اساقفة الكاثوليك والدونتيس 286 فحكم رئيس الجلسة على الدونتيسيين ولكنهم لم يحفلوا بذلك الحكم. فأصدر الامبراطور أمره بالتشديد عليهم وسلب حقوقهم والتضييق على حريتهم.
قال مؤرخ المسيحية بأفريقية الاب مسناج: "لما عجز البربر عن طرد الرومان من وطنهم اكتفوا باظهار الكراهية لهم. فامتنعوا من لغتهم ومذهبهم. فان شعبا لا يتعلم لغة المستولي عيه يعد ثائرا خصوصا إذا أضاف إلى ذلك مخالفته له في المعتقد. ويقول بعض المؤرخين: ان البربر ما دخلوا أولا في المسيحمة الا لكون الرومان وثنيين. فلما أقبل الرومان عليها خالفهم البربر وأسسوا لانفسهم مذهبا جديدا".

20 - المسيحية والوثنية بالجزائر
لم تتجارز المسيحية بالجزائر حدود المملكة الروماية، ولم تنتشر داخل تلك الحدود الا على نسبة انتشار اللطينية، فكانت الاغلبية للوثنية، وما كان من كثرة الاساقفة ومراكزها بمدن نوميديا وموريطانيا فانما نشأ عن تنافس حزبي الكنيسة لا عن كثرة اتباع المسيحية.
وقد رأيت أن مذهب دونتوس هو مذهب الاغلبية المسيحية بالجزائر وذلك لانه مذهب ظاهره ديني وباطنه سياسي يؤيد السيادة الوطنية. ومن ههنا كانت كراهية أتباعه للارثذوكس الذين ينصرون الرومان ويؤيدون السيادة الاجنبية.

اسم الکتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث المؤلف : الميلي، مبارك    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست