responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث المؤلف : الميلي، مبارك    الجزء : 1  صفحة : 292
اللطينية أوسع من اللغتين الاخريين، ومع ذلك فقد عاش الثلاثة بالوطن البربري، ولم تستطع اللطينية- على اتساعها ورقي أدبها- أن تتغلب على تينك اللغتين، بل كانت أقل منهما رواجا بين الطبقة السفلى من الأمة وأقل ذكرا في بعض الجهات التي لم يوقذها الاستعمار الروماني. قال بيروني: "وفي أيام القديس أغسطين - التي هي بعد الاستيلاء الحقيقي بقرون- كان الولاة الاداريون والرؤساء الدينيون يحتاجون الى ترجمان بينهم وبين البربر البادين. وكانت اللغة الفينيقية لغة الاكثرية البربرية. حتى ان العظماء الذين تخلقوا بالاخلاق الرومانية كانوا يتكلمون بها. "
ومما تقدم تتضحح لك نقطتان:
1 - ان الرومان لم يؤثروا على البربر في اللغة والآداب مثل تأثير القرطاجنيين ولا قريبا منه. وذلك للفرق بين مقاصد الامتين في الشعب الجزائري. اذ القرطاجنيون مقاصدهم تجارية، والرومان مقاصدهم استعمارية بالمعنى العصري. فالبربر أقبلوا على من كانت مقاصدهم معهم حسنة، ونفروا من أصحاب المقاصد السيئة.
2 - الذين تعلموا اللطاينية صبغوها بصبغة وطنهم وغيروها عن أصلها. وذلك دأب البربر في كل ما أخذوه من غيرهم. وبذلك حافظوا على جنسيتهم، وابتلعوا الامم التي احتلتهم وارادت ان تبتلعهم وتكثر بهم سوادها. وهي مزية لا تعرف لسواهم من الامم غير العرب.

17 - ديانة الرومان بالجزائر
قدمنا لك ما للرومان من كثرة الالهة، وما لهم من عناية بها، وانهم أخذوا من الامم التي استولوا عليها بعض آلهتهم. وقد كان

اسم الکتاب : تاريخ الجزائر في القديم والحديث المؤلف : الميلي، مبارك    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست