responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الزواوة المؤلف : الزواوي، أبو يعلى    الجزء : 1  صفحة : 49
والإنجليز كل الإنجليز، هم أمام الفرنسي همج متخلفون، متوحشون، أدمغتهم لا تشتغل ومعاقون فسيولوجيا، وليسوا لطفاء المعشر، وليس لديهم لغة جميلة معبرة أو أدب رفيع، فكلنا يذكر مثلا الصراع بين الفرنسية والألمانية والإنجليزية وكان الفرسيون يصفون اللغتين الأخريين كما شعبيهما بأقذع الأوصاف وأقبحها .. علما بأن اللغات الثلاث والشعوب الثلاث ذات أصل لاتيني واحد! وقد تمكت الألمانية من الانتصار في صراعها على الفرنسية، أما الإنجليزية فاخترقت الفرنسية وها هي تكاد تحتويها حث اشتهرت الألمانية كلغة أدب وفلسفة واشتهرت الإنجليزية كلغة علم وتجارة. ومن أجل أن يطيل الاستعمار عمره بين ظهرانينا راح يفصل بين العرب والبربر بما شاء له من أساليب الفرقة والفصل ثم يقيم بينهم نوعا من التفاضل والتفاخر فالتنابز فالضغائن فالأحقاد فالحروب .. وهذا ما يجعله هو السيد الذي يسود الطرفين دائما وأبدا .. فلذلك ألفت كتب وقيلت أطروحات في هذه المفاضلات السخيفة بين العرب والبربر فهناك من يقول أن العربي هو الأكرم فينبري آخر ويقول أن العربي كسول لا يعمل لأنه ابن الصحراء فيأتي آخر يقول أن البربري لا يعرف سوى الالتفاف بالبرنوس وتدخين الحشيش .. ولو أراد الواحد أن يعدد الكتب والمقالات التي أقامت هذا النوع المنحط من "الثقافة" لوضع فهرسا طويلا خاصة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وم الملاحظ أن الكتب والمقالات الفرنسية تشكل العدد الأكبر في هذا الفهرس الذي لا يشرف الإنسان فردا أو شعوبا ولا يشرف اللغة الفرنسية نفسها بل يحط من قدرها، والحقيقة أن الذين يفعلون ذلك إنما يخدعون

اسم الکتاب : تاريخ الزواوة المؤلف : الزواوي، أبو يعلى    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست