اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 358
كانوا يحصلون على إجازة خطية يمنحون بموجبها حق تدريس مادة معينة أو كتاب معروف [285].
وشهدت مملكة غرناطة نهضة علمية كان من روادها محمد بن الرقاح المرسي الذي اشتهر بالهندسة والرياضيات، ومارس الطب أيضاً، وتوفي عام 715 هـ. ونبغ أبو يحيى بن رضوان الوادي آشي وتوفي سنة 757 هـ، ووضع قصيدة في علم الفلك بعنوان (المنظوم من علم النجوم) ووضع رسالة في الاسطرلاب [286].
ومن أشهر أطباء هذا العصر محمد بن إبراهيم الأنصاري المعروف بابن السراج
فكان طبيب السلطان محمد الثاني الخاص، وكان يداوي الفقراء مجاناً ويوزع أمواله على المحتاجين. وكذلك الطبيب يحيى بن هذيل التجيبي حكيم غرناطة وفيلسوفها (توفي عام 753 هـ) وكان استاذاً لابن الخطيب [287]. وكان محمد الشقوري طبيب دار الإمارة أيام السلطان يوسف الأول وله كتاب (تحفة المتوسل وراحة المتأمل). وفي المرية لمع اسم الطبيب والشاعر والمؤرخ أحمد بن علي بن محمد بن خاتمة الأنصاري (توفي عام 770 هـ) وله كتاب عن الوباء الذي عصف بالأندلس عام 749 هـ/1348 م بعنوان (تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد) [288]. ولا ننسى في هذا المجال لسان الدين ابن الخطيب، الذي سنذكره فيما بعد، وكان أيضاً من الأطباء المشهورين وله عدة كتب طبية منها: (رسالة تكوين الجنين) و (مقنعة السائل في المرض الهائل) يصف فيه أعراض الوباء الكبير [289]. ومن الابتكارات الطبية التي توصل إليها أطباء العصر النصري، منها: ما توصل الطبيب المالقي الحسن بن محمد بن الحسن القيسي حيث قدم دواء ضد سموم الحيات إلى السلطان يوسف الأول [290]. واستعان الغرناطيون بحشائش معينة توضع فوق المكان الملتهب فتشفيه وبخاصة مرض النقرس. كما استعملوا الضماد في مداواة عرق النسا. ويؤكد ابن الخطيب في كتابه (مقنعة السائل) أن مرض الطاعون ينتقل بالعدوى ويختفي في ثياب المريض، محاولاً بذلك الإشارة إلى [285] فرحات، غرناطة، ص 160 - 161. [286] فرحات، غرناطة، ص 162. [287] المقري، نفح، ج 3، ص 52، ص 258. [288] أيضاً، ج 1، ص 24، (حاشية) - ج 6، ص 33 - 37. [289] فرحات، غرناطة، ص 163. [290] ابن الخطيب، الإحاطة، ج 1، ص 467.
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 358