responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 353
في تلك الفترة الصعبة من حياة الأندلس، ذروة قوته وروعته.
ولما كانت الرغبة لدى الخلفاء الموحدين في سماع المديح، فظهر في الشعر الأندلسي هذا الفن، فلما عبر عبد المؤمن بن علي إلى الأندلس استدعى الشعراء، وسمع من كثير منهم، وكان ممن أنشده من الأندلسيين الأصم المرواني وابن سيِّد (اللص) والرصافي البلنسي وغيرهم، وكانت له ملاحظات نقدية على قصائدهم تدل على تذوقه للشعر ومعرفته الواسعة به [249]. والخليفة الموحدي المنصور لما انتصر على الإسبان في معركة الارك عام 591 هـ اجتمع لديه عدد كبير من الشعراء، فلم يكن الوقت يسمح لإلقاء كل شاعر قصيدته، فألقى كل شاعر بيتين أو ثلاثة من قصيدته [250]. ولكن بعد خلافة الناصر (610 هـ)، خبا هذا النوع من الشعر لاضطراب أحوال الدولة وعدم تذوق ولاة الأمر شعر المديح [251]. وفي هذا العصر عالج شعراء كثيرون فن الغزل، فمنه الغزل العفيف، كقصيدة الفيلسوف والشاعر ابن طفيل الذي زار محبوبته ليلاً بعد نوم الناس، وعلى الرغم من الشوق والتلهف لم ينسيا العفة والخلق الشريف [252].
وشاركه في هذا الاتجاه الشاعر أبو الروح عيسى بن خليل (توفي عام 629 هـ) [253].
ولكن غزل ابن سعيد الأندلسي وغيره، يبتعد عن التحشم والوقار [254]. وظهر في هذا العصر في الأندلس شواعر غزلات أمثال حفصة الركونية التي توفيت عام 586 هـ [255]، ويمثل شعرها قصة غرام جريء في مجتمع إسلامي يحرص على سلوك معين وتقاليد وأعراف [256].
وشعر الشكوى ظهر في هذه الفترة، بسبب وقوع الشاعر في الأسر، أو ينفى من بلده لأي سبب. وممن امتحن بالنفي والتغريب عن وطنه الشاعر أبو الحسن سهل بن محمد بن مالك الغرناطي (توفي عام 639 هـ)، فيصور حالته البائسة وهو غريب بعيد عن

[249] المراكشي، المعجب، ص 282، ص 285، ص 286.
[250] المقري، نفح، ج 4، ص 172 - بالنثيا، تاريخ الفكر الأندلسي، ص 126 - 127.
[251] السعيد، الشعر في عهد المرابطين والموحدين، ص 88.
[252] ينظر المراكشي، المعجب، ص 313.
[253] المقري، نفح، ج 2، ص 608.
[254] السعيد، الشعر في عهد المرابطين والموحدين، ص 166.
[255] ابن الخطيب، الإحاطة، ج 1، ص 499، ص 227.
[256] السعيد، نفس المرجع، ص 183.
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست