اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 342
عام 529 هـ بمراكش [181].
ونوى من خلال دراسة ترجمة هؤلاء الكتاب وغيرهم، أنهم كانوا يتمتعون بمكانة مرموقة في البلاط المرابطي ويحملون لقب (ذو الوزارتين) أمثال أبي بكر بن القصيرة، وأبي عبد الله محمد بن أبي الخصال الغافقي [182].
وخلال العصر المرابطي ظهر في الأندلس الكثير من أعلام المحدثين والفقهاء، فقسم منهم تعاون مع ولاة المرابطين في الأندلس، وقسم آخر ذهب إلى مراكش ودخل في خدمة المرابطين هناك، ومن أشهرهم: الفقيه أبو محمد عبد الحق بن غالب المحاربي (توفي 542 هـ) من أهل غرناطة، ويبدو أنه تعاون مع المرابطين في الأندلس ومدحهم بأشعاره [183]. والفقيه أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري من أهل المرية، ودخل في خدمة المرابطين في أواخر أيامهم، ثم انحاز إلى دولة الموحدين إلى أن توفي بمراكش عام 559 هـ [184]. ومنهم الفقيه عبد الله بن محمد بن عبد الله النفري المعروف بالمرسي (453 - 538 هـ) ولد ودرس بمرسية، ثم انتقل إلى مدينة سبتة وتولى الخطابة بجامعها، ورجع إلى الأندلس وتوفي في قرطبة [185].
كما نبغ في العصر المرابطي بعض أئمة اللغة في الأندلس، ومنهم أحمد بن عبد الجليل المعروف بالتدميري، نشأ في المرية، وسكن بجاية في ظل بني حماد ثم توفي في مدينة فاس عام 555 هـ [186].
وأما عن العلوم، فقد حظيت الأندلس بنهضة علمية في هذه الفترة، والتي كانت امتداداً للنهضة الفكرية التي ظهرت في عصر الطوائف. وكان في مقدمة العلماء الذين ظهروا في عصر السيطرة المرابطية أبو بكر محمد بن يحيى بن الضائع التجيبي المعروف بابن باجة (توفي عام 533 هـ) وأصله من سرقسطة نشأ فيها في أواخر مملكة بني هود، ونبغ في الرياضيات والفلك والفلسفة، ولما ولي الأمير أبو بكر بن إبراهيم المسوفي، وهو ابن عم يوسف بن تاشفين وحكم سرقسطة عام 508 هـ، استوزر أبا بكر بن باجة [181] ابن الآبار، المعجم، ص 313. [182] السامرائي، علاقات، ص 414. [183] الضبي، بغية، ترجمة 1103 - ابن دحية، المطرب، ص 91. [184] ابن الخطيب، الإحاطة، ج 1، ص 182. [185] ابن بشكوال، الصلة، ترجمة رقم 650. [186] ابن الآبار، التكملة، رقم 175.
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 342