اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 333
عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس (توفي عام 402 هـ) [118]، وألَّف العالم يحيى بن شراحيل (توفي عام 372 هـ) كتاباً في توجيه حديث الموطأ للإمام مالك، واشتهر كتاب تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي في هذه الفترة أيضاً [119].
أما في مجال العلوم الصرفة (العقلية) فاشتهر العالم أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي (توفي عام 404 هـ) وهو صاحب كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف) وهو كبير جراحي الأندلس في هذه الفترة [120]. أما إمام العلماء في الرياضيات والفلك في هذه الفترة فهو أبو القاسم مسلمة المجريطي (توفي عام 398 هـ)، وهو الذي عني بزيج محمد بن موسى الخوارزمي وحوله من السنين الفارسية إلى السنين العربية [121].
وثاني الملاحظات على علوم هذا العصر هي: خمول الدراسات الفلسفية ويعود سبب ذلك إلى مقاومة الحاجب المنصور لهذه الدراسات، من أجل إرضاء عامة الناس، وكسب تأييد الفقهاء. ومن أبرز أعماله في هذا المجال إحراقه لكتب الفلك والمنطق والفلسفة التي كانت تمتلئ بها مكتبة الحكم المستنصر [122]. وبهذا خمدت روح البحث العلمي، وقيدت الحرية الفكرية، وتهيب الناس من دراسة العلوم العقلية، وقد تخفى بعض العلماء، وهرب القسم الآخر نحو المشرق للتخلص من الاضطهاد [123].
وثالث الملاحظات على علوم هذه الفترة، هي ازدهار الدراسات اللغوية، والتي دفعت بعوامل من المشرق الإسلامي وليس بسبب ذاتي، حيث وَصَل في هذه الفترة اللغوي المشرقي الأديب صاعد البغدادي (أبو العلاء صاعد بن أبي الحسن بن عيسى) إلى الأندلس عام 380 هـ في أيام الحاجب المنصور، فاستقبله المنصور أحسن استقبال [124]. ولقي صاعد البغدادي الأمرَّين في الأندلس، وتصدى له بعض علمائها [118] ابن بشكوال، الصلة، ج 1، ص 309 - بالنثيا، المرجع السابق، ص 395. [119] ابن الفرضي، تاريخ ترجمة رقم 1598. [120] الحجي، الحضارة الإسلامية، ص 58 - ابن بشكوال، الصلة، ترجمة رقم 573. [121] صاعد، طبقات، ص 93 - ابن القفطي، تاريخ الحكماء، ص 326 - طوقان، تراث العرب العلمي، ص 257 هـ حكمت نجيب، دراسات، ص 211 - الحجي، الحضارة الإسلامية، ص 51 - سالم، قرطبة، ج 2، ص 210. [122] سالم، قرطبة، ج 2، ص 162 - بالنثيا، المرجع السابق، ص 65. [123] ينظر: النباهي، المرقبة العليا، ص 77 - 79 - هيكل، المرجع السابق، ص 270. [124] المراكشي، المعجب، ص 19 وما بعدها - المقري، نفح، ج 2، ص 86 وما بعدها - ابن خلكان، وفيات، ج 1، ص 229 - ابن بسام، الذخيرة، ق 4، م 1، ص 8 وما بعدها.
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 333