responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 106
بعض المؤرخين إلى اسم عبد الرحمن لقب إمام [3]، وهو أيضاً لقب ديني، لكن يبدو أنه لم يكن لقباً رسمياً يستعمل بالمفهوم الذي يعنيه لقب الخليفة. واستمر خلفاء عبد الرحمن الأول على هذا الحال حتى مجيء عبد الرحمن الثالث، الذي أعلن الخلافة الأموية في الأندلس، وتلقب بلقب أمير المؤمنين سنة 316 هـ/929 م، كما سنرى فيما بعد.
وقد نقل عبد الرحمن الأول صيغة الحكم الوراثي إلى الأندلس، وذلك بنقل السلطة إلى أولاده وأحفاده من بعده. وقد صاحب هذه العملية بعض المشاكل، لكنها لم تكن تضاهي ما كان يحصل في المشرق الإسلامي، أمور خطيرة نجمت عن اتخاذ هذا النظام. ويبدو أن عبد الرحمن الأول قد فشل في إيجاد نظام بديل لولاية العهد وتوفي سنة 172 هـ/ 788 م دون أن يتوصل إلى قرار حاسم لهذا الأمر. وتشير الروايات إلى أنه تردد في إسناد ولاية العهد إلى ابنه الأكبر سليمان الذي ولد في الشام، ثم لحق بأبيه إلى الأندلس وأصبح أخيراً حاكماً على مدينة طليطلة، أو إلى ابنه الآخر هشام المولود في الأندلس من جارية اسبانية، وتولى شؤون مدينة ماردة. ويزعم بعض المؤرخين أن عبد الرحمن طلب من ابنه الثالث عبد الله المعروف بالبلنسي، أن يسلم الإمارة، في حالة وفاته، إلى من يسبق من الأخوين في الدخول إلى قرطبة، قائلاً: " فإن سبق إليك هشام، فله فضل دينه، وعفافه، واجتماع الكلمة عليه؛ وإن سبق إليك سليمان، فله فضل سنه، ونجدته، وحب الشاميين له " [4]. فقدم هشام قبل سليمان، فنال الإمارة ودخل القصر. ولا يعقل، بطبيعة الحال، أن يترك عبد الرحمن ولاية العهد بهذا الشكل، وهو رجل الدولة القوي الذي أقام أركان الدولة الأموية بالأندلس ولا بد أنه عين الأمير هشام لهذا المنصب قبل وفاته. ولكن سليمان لم يعترف بهذا الأمر، فثار في طليطلة، وقامت الحرب بين الأخوين، وانضم الأخ الثالث عبد الله البلنسي إلى سليمان. وقد انتهت الأزمة بهزيمة سليمان وعبد الله، ونفيهما إلى المغرب. وقد تجددت المشكلة حين وفاة هشام سنة 180هـ/796 م، وتولي ابنه الحكم الأول، فرجع عماه سليمان وعبد الله، وثارا مرة ثانية مطالبين بالإمارة. وانتهت ثورتهما هذه المرة أيضاً بالفشل وبمقتل سليمان سنة 184هـ/800 م. أما عبد الله، فقد اضطر إلى عقد الصلح مع ابن أخيه الحكم الذي عفا عنه وحدد إقامته في مدينة بلنسية، ومن هنا صار يعرف بالبلنسي [5].

= العبادي؛ المرجع.، ص 103.
[3] العذري، ص 11؛ ابن عذاري: 2/ 54.
[4] ابن عذاري: 2/ 61؛ ابن الخطيب، أعمال الأعلام، تحقيق: ليفي بروفنسال، القسم الخاص بإسبانيا، بيروت، 1956، ص 11.
[5] انظر ابن عذاري. 2/ 62 - 63، 70 - 71.
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست