responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 74
يقومان بدور سدنة عم المعبود الأكبر لدولة قتبان وقد أخضعا له الشمس وروضاها. وليس ما يمنع من افتراض أن المجموعة كلها كانت تخدم كذلك غرض الحماية الرمزية لبيت يفشان، أو غرض الحماية الرمزية لما يدخل من بوابة المدينة المجاورة له من قوافل التجارة. ولكل من هذه الفروض والآراء ما يبرره من عقائد العرب الجنوبيين ومن العقائد الهيلينستية المنقولة لا سيما من مدينة الأسكندرية التي روى بعض المؤرخين الكلاسيكيين أن وفودًا من التجار العرب الجنوبيين كانوا يشتركون في مواكبها وأسواقها ويتبادلون الأفكار مع أهلها، فضلًا عمن كان يقصد بلاد العرب نفسها من رحالة العصر الهيلنستي، وما يصلها عن طريق التجارة من القطع الفنية ذات الدلالات أو الأغراض العقائدية والتى تغري الفنانين بتقليدها.
ولم تخل دار من الدور الباقية الأخرى من آثار تدل على ثراء أهلها وتدل على أهمية ما يمكن أن يظهر من آثار بقية المدينة حين يتم الكشف عنها، وهو ما ندع التفصيل فيه الآن.
وكانت لقتبان فنونها المحلية في النحت والنقش وصناعة الحلي وقطع الزينة وهذه نتجاوز عنها أيضًا مؤقتًا مراعاة للإيجاز. ومن نماذج النحت في الحجر التى تأثرت بالفن الهيلينستي ولت على اتساع صلات قتبان بالخارج، رأس مرمرية توضع في مستوى تمثالي اللبؤتين والغلامين البرونزيين، وهي لأنثى أطلق عمال الحفائر الأثرية عليها اسم مريم أو مريام فاشتهرت به. وعثر عليها فى إحدى مقابر حايد بن عقيل جبانة العاصمة، ويحتمل إرجاع صناعتها إلى ما بين القرن الأول وبين القرن الثاني ق. م. وقد انعقدت خصل شعرها خلف رأسها من نفس مادة الحجر بما يشبه الطريقة المصرية القديمة، واحتفظ محجرا عينيها بآثار التطعيم باللازورد على عادة كثير من تماثيل الجنوب وعادة التماثيل المصرية أيضًا. وعنقها طويل كانت تحيط به قلادة، وأذناها مثقوبتان ليتدلى منهما قرطان. ومع ما أخذت به هذه الرأس من الأسلوب الهيلينستي، حز فنانها على صدغيها تقليدًا لوشم أو شريط قد يعبر عن عادة محلية أو قبلية، إن لم يكن تقليدًا لأثر حجامة أجريت لصاحبة الرأس ابتغاء الشفاء من مرض ما.
د) علاقات قتبان بجيرانها:
شهدت دولة قتبان أطوارًا مختلفة من التوسع ومن الانكماش في تاريخها الطويل. وكيفت سياستها نحو جيرانها الأقربين، صداقة أو عداء أو حيادًا. بما يتمشى مع قدراتها وإمكاناتهم. فقد مر بنا في تتبع العلاقة بينها وبين جارتها القوية سبأ، كيف أنها لزمت الحياد والشماتة أيام حروب كرب إيل وتر السبأي ضد

اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست