responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 7
الهلال الخصيب، أو بصلة الجوار والاستيطان والتعامل على الساحل الأفريقي لجنوب البحر الأحمر. وعلى الساحل الشمالي لأفريقيا لا سيما فى قرطاجة الفينيقية، وذلك أكثر مما يرتبونه على سلالة بشرية مغلقة على ذاتها. وهذا اتجاه سليم نعود إليه فى موضوع آخر.
ويكفي أن نشير هنا إلى أن القرآن الكريم لم يذكر للنبي نوح عليه السلام غير ولد واحد كان من المغرقين. وذلك مما يعنى عدم ضرورة الالتزام بالرواية العبرية وإن لم ينفها تمامًا، وأن الفوارق الطبقية والشعوبية التى وضعها العبرانيون فى أنساب التوراة بين الساميين وبين الحاميين هى مفتعلة لم يسبب ظواهرها من حيث اختلاف اللون واللغة فى واقع الأمر غير الفوارق المناخية ومطالب البيئات وفوارق اللهجات. على أننا قد نضطر إلى استخدام تعبير الساميين وتعبير الحاميين أحيانًا فى سياق أحاديثنا نظرًا لشيوعهما، ولا بأس من ذلك ما دمنا نتبين حقيقة الأمر فيهما.
ومع وحدة الأصل البعيد انشعبت اللغات السامية القديمة إلى شعبتين كبيرتين كانت لكل منهما فروعها العديدة، وذلك من قبل أن توحد لغة القرآن الفصحى بينهما. وكانتا: شعبة سامية غربية شاعت بقواعدها ولهجاتها فى غرب شبه الجزيرة العربية ووسطها وجنوبها وشمالها، وفي أغلب بلاد الشام وأغلب مصر، ثم بعد ذلك فى جزء من شمال أفريقيا وجزء من شمال السودان، بل وامتدت قديمًا من اليمن إلى أكسوم فى الحبشة وجزء من الساحل الأفريقي القريب منها. ثم شعبة سامية شرقية شاعت بخصائصها فى المناطق الشرقية من شبه الجزيرة العربية وما اتصل بها من نواحي الخليج العربي وجزره، وبلاد النهرين أو العراق القديم. وكنموذج للصلات القديمة بين الأصول وبين الفروع من هذه الشعوب المتجاورة قدمنا في الفصل الأول من كتاب الشرق الأدنى القديم نماذج من أوجه التشابه بين بعض قواعد اللغة العربية وبين بعض قواعد اللغة المصرية القديمة، على الرغم من اختلاف صور الكتابة بينهما- وذلك مع تقدير أن قواعد اللغات لا يمكن أن تنتقل مع التجارة أو باتصلات عارضة شأنها شأن المفردات اللفظية، وإنما يدل تشابهها بين اللغات على وحدة الأصول بينها فى أغلب الأحوال حتى ولو كانت أصولا بعيدة. وذلك مما يمكن تقريبه إلى افتراض وجود أم لغوية قديمة واحدة وأبناء متنوعين أخذ كل منهم يطوع مفردات لغته ولهجتها بما تناسب مع ظروف بيئته ومطالب حياته.
وتعددت الآراء مرة أخرى في منشأ وتفسير تسمية العرب، كما تعددت أمثالها فى شأن تسميات كثير من الشعوب والبلدان القديمة الأخرى مثل تسميات مصر وسومر وعراق وشام وعبري وآرام ... إلخ.

اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست