responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 53
أما المناسبة الحربية فقد أدت إلى توسيع رقعة الدولة بعد أن استولى يدع إيل ذريح بجيشه على منطقة يشقر ومزارعها. ولما كان يعتقد أن هذا التوسع قد تم بتأييد إلمقه (وذات حميم وعثتر) عمل على توسيع مساحة المعبد أيضًا وإحاطته بسور مستطيل كبير بلغت أبعاده 104×37 مترًا وتقدمت واجهة هذا السور صفة أخرى فخمة ذات ستة أعمدة مستطيلة المقطع بلغ ارتفاعها بين 4.5 و5 أمتار، أقيمت فوق رصيف حجري ليضمن توازنها. وتألف كل عمود منها من حجر واحد. وأدت هذه الصفة الخارجية إلى المدخل الرئيسي للمعبد الذي حف به مدخلان جانبيان فتوفر له شكل مهيب. واتصل أعلى الصفة بأعلى المدخل بسقف حجري منحدر. ولا ندري هل كانت ظاهرة السقف المنحدر التى تكررت مرتين في عمارة المعبد. ظاهرة عفوية نتيجة لاختلاف الارتفاعات، أم كانت ظاهرة مقصودة لتصريف مياه الأمطار من فوقها بسهولة؟.
وبني المعبد الثالث المكتشف من عهود المكربين في بلدة صرواح أرحب (أو حجر أرحب) من أجل عبادة عثتر الذي اعتبره العرب الجنوبيون ربًا لنجم الشعرى وولدًا لرب القمر وربة الشمس. وكان شأنهم في هذا التعدد هو شأن أغلب أصحاب الديانات الوضعية القديمة، ونعني بها الديانات التى وضعها البشر ولم تكن مما أوحى به من السماء إلى الرسل والأنبياء. وكانوا يتخيلون لكل ظاهرة طبيعية ربًا يختص بها، ويتخيلون لمعبوداتهم حياة تماثلها حياة البشر يتزاوجون فيها وينجبون. ويتآلفون فيها ويختصمون. وظل العرب القدماء هكذا حتى ظهر الإسلام فخلصهم من تعدد المعبودات ووجههم إلى ديانة التوحيد وعبادة رب العالمين دون سواه. وبني المعبد بتخطيط بسيط ولكنه لا يخلو من خصائص مميزة تمثلت في تعدد المشكاوات وإدخال عنصر الزخرف على أجزائه المعمارية ولا سيما الأعمدة. فقد أقيم سور المعبد على هيئة مستطيل ينحرف قليلًا عن الجهات الأصلية الأربعة. وقامت في مؤخرة فنائه الداخلي المقصورة الرئيسية للعبادة، وبني أمامها حوض مربع متسع، لعله كان يستخدم لماء التطهير.
وظهرت عناصر التجديد في عمارة المعبد في أنه تصدرت واجهته الخارجية مشكاة عليا تطل على الطريق. وتصدرت جداره الخلفي مشكاة عليا أيضًا تطل على فنائه. كما تصدرت الجدار الداخلي لمقصورة العبادة مشكاة ثالثة كبيرة تطل على المتعبدين فيه. ويبدو أنه كان يوضع في كل مشكاة من هذه المشكاوات تمثال لصاحب المعبد. ثم تجديد زخرفي آخر، تمثل في إقامة تسعة أعمدة مثمنة الأضلاع على الجوانب الخارجية لحوض ماء التطهير الكبير، وإقامة تسعة أعمدة أخرى كل عمود منها ذو 16 ضلعًا داخل مقصورة العبادة الرئيسية.

اسم الکتاب : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة المؤلف : عبد العزيز صالح    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست