اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 404
وقد وصفهم الزبير - رضي الله عنه - بأنهم غوغاء من الأمصار، ووصفتهم السيدة عائشة بأنهم نُزَّاع القبائل [1]. ووصفهم ابن سعد بأنهم حثالة الناس متفقون على الشر [2]. ووصفهم ابن تيمية بأنهم خوارج مفسدون وضالون باغون معتدون [3]. ووصفهم الذهبي بأنهم رؤوس شر وجفاء [4]. ووصفهم ابن العماد الحنبلي في الشذرات بأنهم أراذل من أوباش القبائل [5].
ويشهد على هذا الوصف تصرف هؤلاء الرعاع منذ الحصار إلى قتل الخليفة - رضي الله عنه - ظلما وعدوانا، فكيف يمنع الماء عنه والطعام وهو الذي طالما دفع من ماله الخاص ما يروي ظمأ المسلمين بالمجان [6]، وهو الذي ساهم بأموال كثيرة عندما يلم بالناس مجاعة أو مكروه، وهو الدائم العطاء عندما يصيب الناس ضائقة أو شدة من الشدائد؟ [7] حتى إن عليا - رضي الله عنه - يصف هذا الحال وهو يؤنب المحاصرين بقوله: يا أيها الناس، إن الذي تفعلونه لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين، فلا تمنعوا عن هذا الرجل الماء ولا المادة (الطعام)؛ فإن الروم وفارس لتأسر وتطعم وتسقي [8]. لقد صحت الأخبار وأكدت حوادث التاريخ على براءة الصحابة من التحريض على عثمان أو المشاركة في الفتنة ضده [9]. وإليك أقوال الصحابة في البراءة من دم عثمان:
أولاً: ثناء أهل البيت على عثمان - رضي الله عنه - وبراءتهم من دمه:
1 - موقف السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:
أ- عن فاطمة بنت عبد الرحمن اليشكرية عن أمها، أنها سألت عائشة: وأرسلها عمها فقال: إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان، فإن الناس قد أكثروا فيه، فقالت: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعدا عند نبي الله، وإن [1] شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 148)، كتاب فضائل الصحابة. [2] تحقيق مواقف الصحابة (1/ 481)، طبقات ابن سعد (3/ 71). [3] منهاج السنة (3/ 189 - 206). [4] دول الإسلام للذهبي (1/ 12). [5] تحقيق مواقف الصحابة (1/ 482)، شذرات الذهب (1/ 40). [6] تحقيق مواقف الصحابة (1/ 482) , البخاري، كتاب مناقب عثمان (4/ 202). [7] التمهيد والبيان، ص242. [8] تاريخ الطبري (5/ 400). [9] تحقيق مواقف الصحابة (2/ 18).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 404