اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 399
للإجماع، فمن قال بالقول الأول جمع غفير منهم: عبد الله بن عمرو بن عثمان، وعامر بن شرحبيل الشعبي، ونافع مولى ابن عمر، ومخرمة بن سليمان، وغيرهم كثير [1]. ولم يختلف المؤرخون في الشهر الذي قتل فيه وأنه ذو الحجة، إلا أنه اختلف في تحديد ما بعد ذلك من اليوم والساعة، والذي ترجح لديَّ من أقوال العلماء الكثيرة أنه استشهد في (18/ 12/35هـ) [2]. وأما عن تحديد اليوم الذي قتل فيه من أيام الأسبوع ففيه ثلاثة أقوال، والذي ترجح لدي من هذه الأقوال قول الجمهور، وهو يوم الجمعة؛ لأنه قول الجمهور ولا يخالفه قول أقوى منه [3]. وكان وقت قتله صبيحة يوم الجمعة، وهو ما ذهب إليه الجمهور، ولم يخالف بأقوى منه [4].
2 - سنه عند استشهاده:
اضطربت الروايات في سنه عند استشهاده والخلاف في ذلك قديم، حتى إن الطبري -رحمه الله- يقول: اختلف السلف قبلنا في قدر مدة حياته [5]، والذي أميل إليه أنه توفي وسنه اثنتان وثمانون (82 سنة)، وهو قول الجمهور، ويترجح هذا القول لعدة أسباب، منها:
أ- أن نتيجة مقارنة سنة ولادته مع سنة استشهاده تؤيد هذا القول؛ فإنه ولد في السنة السادسة بعد عام الفيل، واستشهد في السنة الخامسة والثلاثين بعد الهجرة، فطرح تاريخ مولده من تاريخ استشهاده يتبين لنا سنه عند استشهاده.
ب- إنه قول الجمهور ولم يخالفه قول أقوى منه [6].
3 - جنازته والصلاة عليه ودفنه:
قام نفر من الصحابة في يوم قتله بغسله وكفنوه وحملوه على باب، ومنهم: حكيم بن حزام، وحويطب بن عبد العزى، وأبو الجهم بن حذيفة، ونيار بن مكرم الأسلمي، وجبير ابن مطعم، والزبير بن العوام، وعلي بن أبي طالب، وجماعة من أصحابه ونسائه، منهن [1] فتنة مقتل عثمان (1/ 193، 194). [2] تاريخ الطبري (5/ 435). [3] المصدر نفسه (5/ 436). [4] المصدر نفسه (5/ 437). [5] المصدر نفسه (5/ 438). [6] فتنة مقتل عثمان (1/ 204).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 399