اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 388
أحوال المسلمين، وتنحية عثمان - رضي الله عنه - عن الخلافة، وهكذا فإن موقفها -رضي الله عنها- من ابنيها, ووضوح الأمر عندها على هذا النحو الذي جعلها لا تتأثر في مقام الأمومة، ولا تبدو إلا محقة للحق في هذا الموقف الواضح، هذا الموقف لا يستهان به ولا شك، وهو يعد صورة جلية لعدالة هؤلاء الصحابة الكرام [1].
ب- الصعبة بنت الحضرمي:
ولما اشتد حصار عثمان - رضي الله عنه - طلبت الصعبة بنت الحضرمي من ابنها طلحة بن عبيد الله أن يكلم عثمان كي يردعه عن إصراره على إسلامه نفسه دون مدافعة من الصحابة، واستنصار بأهل الأمصار، فقد خرجت الصعبة بنت الحضرمي وقالت لابنها طلحة بن عبيد الله: إن عثمان اشتد حصره، فلو كلمته حتى تردعه [2]. والرواية يبدو منها إشفاق الصعبة على عثمان - رضي الله عنه -، كما يبدو منها كذلك عناية أم عبد الله بن رافع بالأمر، ومتابعتها لما يجري من أحداث الفتنة [3]، وهي التي روت عن الصعبة بنت الحضرمي الحادثة [4].
هذا هو الموقف العام لنساء المسلمين، فقد كان موقفا معتدلا وقادرا على النظر السليم في المسألة، رغم الغيوم التي كانت ملتبسة بها، وهو على كل حال كان هذا موقف الصحابة جميعا رضي الله عنهم وأرضاهم [5].
سادسًا: من حج بالناس ذلك العام؟ وهل طلب عثمان من الولاة نصرته؟ 1 - من حج بالناس ذلك العام (35 هـ)؟
استدعى عثمان عبد الله بن عباس رضي الله عنهم، وكلفه أن يحج بالناس هذا الموسم، فقال له ابن عباس: دعني أكن معك وبجانبك يا أمير المؤمنين في مواجهة هؤلاء، فوالله إن جهاد هؤلاء الخوارج أحبَّ إليَّ من الحج، قال له: عزمت عليك أن تحج بالمسلمين، فلم يجد ابن عباس أمامه إلا أن يطيع أمير المؤمنين، وكتب عثمان كتابا مع ابن عباس ليقرأ على المسلمين في الحج، بيَّن فيه قصته مع الخوارج عليه، وموقفه منهم، وطلباتهم منه [6].
وهذا نص خطاب عثمان - رضي الله عنه - للمسلمين في موسم الحج عام [1] دور المرأة السياسي، ص344. [2] المصدر نفسه، ص345. [3] المصدر نفسه، ص345. [4] المصدر نفسه، ص345. [5] المصدر نفسه، ص345، 346. [6] الخلفاء الراشدون للخالدي، ص167، 168.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 388