اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 385
إلى مكة؟ فقال: لا أكون ممن ألحد في الحرم، فقيل له: تذهب إلى الشام؟ فقال: لا أفارق دار هجرتي، فقيل له: فقاتلهم، فقال: لا أكون أول من خلف محمدا في أمته بالسيف، فكان صبر عثمان حتى قتل من أعظم فضائله عند المسلمين [1].
خامسًا: موقف أمهات المؤمنين وبعض الصحابيات:
1 - أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما:
كان موقف السيدة أم حبيبة أم المؤمنين من المواقف البالغة الخطر في هذه الأحداث، وهو موقف كان من الخطورة بحيث كادت -رضي الله عنها- أن تقتل فيه، ذلك أنه
لما حوصر عثمان - رضي الله عنه - ومنع عنه الماء، سرَّح عثمان ابنا لعمرو بن حزم الأنصاري - من جيران عثمان - إلى علي بأنهم قد منعونا الماء، فإن قدرتم أن ترسلوا إلينا شيئا من
الماء فافعلوا، وإلى طلحة وإلى الزبير وإلى عائشة وأزواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكان أولهم إنجادا له علي وأم حبيبة [2]. وكانت أم حبيبة معنية بعثمان، كما قال ابن عساكر، وكان هذا طبيعيا منها؛ حيث النسب الأموي الواحد، جاءت أم حبيبة، فضربوا وجه بغلتها، فقالت: إن وصايا بني أمية إلى هذا الرجل، فأحببت أن ألقاه فأسأله عن ذلك كيلا تهلك أموال أيتام وأرامل، قالوا: كاذبة، وأهووا لها وقطعوا حبل البغلة بالسيف فندت [3] بأم حبيبة فتلقاها الناس وقد مالت راحلتها، فتعلقوا بها، وأخذوها وقد كادت تقتل، فذهبوا بها إلى بيتها [4]. ويبدو أنها -رضي الله عنها- أمرت ابن الجراح مولاها أن يلزم عثمان - رضي الله عنه -، فقد حدثت أحداث الدار، وكان ابن الجراح حاضرا [5].
2 - صفية زوجة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
وما فعلته السيدة أم حبيبة فعلت مثله السيدة صفية رضي الله عنها؛ فلقد روي عن كنانة [6] قال: كنت أقود بصفية لتردَّ عن عثمان، فلقيها الأشتر [7]، فضرب وجه [1] منهاج السنة (3/ 202، 203). [2] دور المرأة السياسي، أسماء محمد، ص340. [3] ند البعير ونحوه ندا، وندودا: نفر وشرد. [4] تاريخ الطبري (5/ 401)، نقلا عن دور المرأة السياسي، ص340. [5] تاريخ المدينة (2/ 298). [6] كناية بن عدي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف العبشمي. [7] دور المرأة السياسي، ص340.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 385