اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 383
9 - سليط بن سليط:
قال: نهانا عثمان عن قتالهم، ولو أذن لنا لضربناهم حتى نخرجهم من أقطارها [1].
ويقول ابن سيرين: كان مع عثمان في الدار سبعمائة، لو يدعهم لضربوهم إن شاء الله حتى يخرجوهم من أقطارها، منهم: ابن عمر، والحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير. ويقول أيضا: لقد قتل عثمان يوم قتل وإن الدار لغاصة، منهم ابن عمر وفيهم الحسن بن علي في عقنه السيف، ولكن عثمان عزم عليهم ألا يقاتلوا [2].
وبذلك يظهر زيف ما اتهم به الصحابة مهاجرين وأنصارا من تخاذل عن نصرة عثمان - رضي الله عنه -، وكل ما روي في ذلك فإنه لا يسلم من علة إن لم تكن عللا قادحة في الإسناد والمتن جميعا [3].
10 - عرض بعض الصحابة على عثمان مساعدته في الخروج إلى مكة:
ولما رأى بعض الصحابة إصرار عثمان - رضي الله عنه - على رفض قتال المحاصرين، وأن المحاصرين مصرون على قتله، لم يجدوا حيلة لحمايته سوى أن يعرضوا عليه مساعدته في الخروج إلى مكة هربا من المحاصرين، فقد روى أن عبد الله بن الزبير، والمغيرة بن شعبة، وأسامة بن زيد، عرضوا عليه ذلك، وكان عرضهم متفرقا، فقد عرض كل واحد منهم عليه ذلك على حدة، وعثمان - رضي الله عنه - يرفض كل هذه العروض [4].
* الأسباب التي دعت عثمان إلى منع الصحابة من القتال:
يظهر للباحثين من خلال روايات الفتنة أن هناك أسبابا خمسة هي:
1 - العمل بوصية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التي سارَّه بها، وبيَّنها عثمان - رضي الله عنه - يوم الدار، وأنها عهدٌ عهد به إليه، وأنه صابر نفسه عليه [5].
2 - ما جاء في قوله: لن أكون أول من خلف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أمته بسفك الدماء؛ أي كره أن يكون أول من خلف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أمته بسفك دماء المسلمين [6]. [1] فتنة مقتل عثمان (1/ 165). [2] تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة عثمان، ص395. [3] فتنة مقتل عثمان (1/ 166). [4] فتنة مقتل عثمان (1/ 166). [5] فضائل الصحابة (1/ 605)، إسناده صحيح. [6] فتنة مقتل عثمان (1/ 167)، المسند (1/ 396) أحمد شاكر.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 383