responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 34
له (الثعلب) , فلما دخل مكة عقرت به قريش، وأرادوا قتل خراش فمنعهم الأحابيش، فعاد خراش بن أمية إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأخبره بما صنعت قريش، فأراد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يرسل سفيرا آخر بتبليغ قريش رسالة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ووقع الاختيار في بداية الأمر على عمر بن الخطاب [1] , فاعتذر لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الذهاب إليهم، وأشار على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يبعث عثمان مكانه، [2] وعرض عمر - رضي الله عنه - رأيه هذا معززًا بالحجة الواضحة، وهي ضرورة توافر الحماية لمن يخالط هؤلاء الأعداء, وحيث إن هذا الأمر لم يكن متحققا بالنسبة لعمر - رضي الله عنه -، فقد أشار على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعثمان - رضي الله عنه - لأن له قبيلة تحميه من أذى المشركين حتى يبلغ رسالة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [3] , وقال لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إني أخاف قريشا على نفسي، قد عرفت عداوتي لها، وليس بها من بني عدي من يمنعني، وإن أحببت يا رسول الله دخلت عليهم [4] , فلم يقل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شيئا، قال عمر: ولكن أدلك يا رسول الله على رجل أعز بمكة مني، وأكثر عشيرة وأمنع، عثمان بن عفان، فدعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عثمان - رضي الله عنه - فقال: «اذهب إلى قريش فخبرهم أنَّا لم نأتِ لقتال أحد، وإنما جئنا زوارًا لهذا البيت، معظمين لحرمته، معنا الهدي، ننحره وننصرف»، فخرج عثمان بن عفان - رضي الله عنه - حتى أتى بلدح (5)
فوجد قريشا هناك، فقالوا: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إليكم، يدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، تدخلون في دين الله كافة، فإن الله مظهر دينه ومعز نبيه، وأخرى تكفون ويَلِي هذا منه غيركم، فإن ظفروا بمحمد فذلك ما أردتم، وإن ظفر محمد كنتم بالخيار أن تدخلوا فيما دخل فيه الناس أو تقاتلوا وأنتم وافرون جامون، إن الحرب قد نهكتكم، وأذهبت بالأماثل منكم، فجعل عثمان يكلمهم فيأتيهم بما لا يريدون، ويقولون: قد سمعنا ما تقول ولا كان هذا أبدا، ولا دخلها علينا عنوة، فارجع إلى صاحبك فأخبره أنه لا يصل إلينا، فقام إليه أبان بن سعيد بن العاص فرحب به وأجاره وقال: لا تقصر عن حاجتك، ثم نزل عن فرس كان عليه، فحمل عثمان على السرج وردفه وراءه، فدخل عثمان مكة فأتى أشرافهم رجلا رجلا؛ أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وغيرهما من لقي ببلدح، ومنهم من لقي بمكة، فجعلوا يردون عليه: إن محمدا لا يدخلها علينا

[1] غزوة الحديبية لأبي فارس، ص83.
[2] المغازي، محمد عمر الواقدي (2/ 600).
[3] المغازي، محمد عمر الواقدي (2/ 600).
[4] المغازي، محمد عمر الواقدي (2/ 600).
(5) مكان قريب من مكة.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست