اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 330
ووجدوا من يستمع إليهم بآذان مصغية، فكان من آثار ذلك ما كان [1]؛ فقد عرفنا سابقا وجود يهود ونصارى وفرس، وهؤلاء جميعا معروف باعث غيظهم وحقدهم على الإسلام والدولة الإسلامية، ولكننا هنا نضيف من وقع عليه حد أو تعزير لأمر ارتكبه في وسط الدولة، عاقبه الخليفة أو ولاته في بعض الأمصار وبالذات البصرة والكوفة ومصر والمدينة، فاستغل أولئك الحاقدون من يهود ونصارى وفرس وأصحاب الجرائم مجموعات من الناس كان معظمهم من الأعراب، ممن لا يفقهون هذا الدين على حقيقته, فتكونت لهؤلاء جميعا طائفة وصفت من جميع من قابلهم بأنهم أصحاب شر، فقد وصفوا: بالغوغاء من أهل الأمصار، ونُزَّاع القبائل، وأهل المياه وعبيد المدينة [2]، وبأنهم ذؤبان العرب [3]، وأنهم حثالة الناس ومتفقون على الشر [4]، وسفهاء عديمو الفقه [5] , وأراذل من أوباش القبائل [6]، فهم أهل جفاء وهمج، ورعاع من غوغاء القبائل، وسفلة الأطراف الأراذل [7]، وأنهم آلة الشيطان [8]. وقد تردد في المصادر اسم عبد الله بن سبأ الصنعاني اليهودي ضمن هؤلاء الموتورين الحاقدين، وأنه كان من اليهود ثم أسلم، ولم ينقب أحد عن نواياه فتنقل بين البلدان الإسلامية باعتباره أحد أفراد المسلمين [9]، وسيأتي الحديث عنه في مبحث مستقل بإذن الله.
عاشرًا: التدبير المحكم لإثارة المآخذ ضد عثمان - رضي الله عنه -:
كان المجتمع مهيأ لقبول الأقاويل والشائعات نتيجة عوامل وأسباب متداخلة، وكانت الأرض مهيأة، ونسيج المجتمع قابلا لتلقي الخروقات، وأصحاب الفتنة أجمعوا على الطعن في الأمراء بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى استمالوا الناس إلى صفوفهم، ووصل الطعن إلى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - نفسه باعتباره قائد الدولة. [1] الأساس في السنة (4/ 1676). [2] دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص392. [3] دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص392. [4] الطبقات (3/ 71) هذا وصف ابن سعد. [5] دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص392. [6] شذرات الذهب (1/ 40)، هذا وصف ابن العماد. [7] شرح صحيح مسلم (15/ 148، 149). [8] تاريخ الطبري (5/ 327). [9] دراسات في عهد النبوة والخلافة الراشدة، ص393.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 330