responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 317
رغبة في الجعل الذي جعله الخليفة تشجيعا وتأليفا [1]. ويجب أن نلاحظ أن هذا التغير بدأ أثره يظهر أولا على أطراف الدولة الإسلامية، ثم أخذ يزحف إلى عاصمة الخلافة، مما دفع عثمان إلى تذكير المسلمين في خطبه بضرورة الحذر من التهالك على الدنيا وحطامها، فكان مما قاله في إحدى خطبه:
إن الله إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى وإن الآخرة تبقى، ولا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية .. واحذروا من الله الغِيَر، والزموا جماعتكم، ولا تصيروا أحزابا [2] , ثم قرأ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ - وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 103، 104].
وفي مثل هذه الظروف، والخيرات وافرة، فاضت الدنيا على المسلمين وتفرغ الناس بعد أن فتحوا الأقاليم واطمأنوا فأخذوا ينقمون على خليفتهم [3].
ومن هنا يعلم أثر الرخاء في تحريك الفتنة، ومن هنا أيضا يمكن فهم مقالة عثمان - رضي الله عنه - لعبد الرحمن بن ربيعة -له صحبة- وهو على الباب [4]: إن الرعية قد أبطر كثيرا منهم البطنة فقصر بهم، ولا تقتحم بالمسلمين فإني خاشٍ أن يبتلوا [5].
وفي آخر خطبة لعثمان - رضي الله عنه - وهو يعظ المسلمين بعد أن فتحت الدنيا عليهم قال:
ألا لا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية .. واحذروا أحداث الدهر المغير، والزموا جماعتكم، ولا تتفرقوا شيعا وأحزابا [6].
ثانيًا: طبيعة التحول الاجتماعي في عهد عثمان - رضي الله عنه -:
حدثت تغيرات اجتماعية عميقة، ظلت تعمل في صمت وقوة لا يلحظها كثير من

[1] الوثائق السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة، ص392.
[2] أحداث وأحاديث الفتنة الأولى، ص567.
[3] تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (1/ 362).
[4] المقصود بالباب منطقة في جهات أذربيجان تسمى الدر البند، معجم البلدان (1/ 303).
[5] تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة (1/ 361).
[6] المصدر نفسه (1/ 362).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 317
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست