اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 260
كالعقارب وغيرها، يقول البلاذري: كتب عامل نصيبين إلى معاوية وهو عامل عثمان على الشام والجزيرة يشكو إليه أن جماعة من المسلمين ممن معه أصيبوا بالعقارب فكتب إليه يأمره أن يوظف على أهل كل حيز من المدينة عدة من العقارب مسماة في كل ليلة ففعل، وكانوا يأتونه بها فيأمر بقتلها [1]. 3 - الجهاد في سبيل الله:
إن السمة العامة لعهد الخلفاء الراشدين أن الولاة هم قادة الجهاد في تلك البلدان، كما أن الولاة في عهد عثمان - رضي الله عنه - كان لهم دور كبير في الفتوح ومنهم عبد الله بن عامر بن كريز والمغيرة بن شعبة، وأبو موسى الأشعري الذين واصلوا الفتوح في المشرق، ومثل عبد الله بن سعد بن أبي السرح الذي واصل الفتوح في شمال أفريقية، ومعاوية بن أبي سفيان الذي واصل الفتوح في نواحي أرمينية وبلاد الروم، وهكذا فإننا نرى أن الأمراء في عهد الخلفاء الراشدين كانوا مع إدارتهم لبلادهم مجاهدين لنواحي العدو، ولم يمنعهم ذلك من القيام بأعمالهم الموكلة إليهم، ولا شك أن الجهاد كان مصحوبا بعمليات معينة تخدم الشئون العامة له، وقد تحدثت المصادر التاريخية عن أهم هذه الأعمال التي جرت من قبل الأمراء، منها:
أ- إرسال المتطوعين من قبل الأمراء إلى الجهاد: فقد كان ولاة اليمن والبحرين ومكة وعمان يبعثون بالمجاهدين خلال عهد أبي بكر وعمر وعثمان [2].
ب- الدفاع عن الولاية ضد الأعداء: كان ولاة الشام يدافعون الروم طيلة عهد الخلفاء الراشدين، وكذلك الحال عند ولاة العراق الذين دافعوا الفرس حتى تمكنوا من قتل آخر ملوكهم في عصر الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -.
ج- تحصين البلاد: كان عثمان - رضي الله عنه - يأمر بتحصين السواحل وشحنها، وإقطاع القطائع لمن ينزلها من المسلمين للمساعدة في شحنها بالرجال [3]. [1] فتوح البلدان، البلاذري، ص183. [2] الولاية على البلدان (2/ 72). [3] المصدر نفسه (2/ 73).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 260