اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 246
إليها، ورغم ما أثير حوله من أن عثمان ولاه لأنه قريب له، إلا أن أهل البصرة تمسكوا به [1].
ومن خلال هذا العرض تبين أن ولاية البصرة في عهد عثمان انحصرت في رجلين هما أبو موسى الأشعري وعبد الله بن عامر، ولقد كان لكل الواليين دوره الرئيسي في ضبط أمور البصرة وما يتبعها [2]. تاسعًا: ولاية الكوفة:
كان على ولاية الكوفة حين بويع عثمان بالخلافة المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -، وكان قد تولى في أواخر عهد عمر - رضي الله عنه - [3]، وقد قام عثمان - رضي الله عنه - بعزل المغيرة عن الكوفة وتعيين سعد بن أبي وقاص مكانه، وقد ذكر في سبب العزل أنه كان بوصية من عمر - رضي الله عنه -؛ حيث أوصى الخليفة من بعده أن يستعمل سعدا نظرا لأن عمر عزله عن الكوفة في أواخر خلافته، وقال: إني لم أعزله عن سوء ولا خيانة، وأوصي الخليفة بعدي أن يستعمله [4]. تولى سعد بن أبي وقاص على الكوفة وكان قرار التعيين مشتركا بين سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود؛ سعد على الصلاة والجند، وابن مسعود على بيت المال [5]. وقد كان سعد بن أبي وقاص صاحب خبرة في ولاية الكوفة وله معرفة تامة بأمورها وسكانها وثغورها وأجنادها؛ نظرا لأنه
كان مؤسسها في عهد عمر، كما أنه وليها عدة سنوات، فكان أخبر الناس بها
وأعلمهم بأحوالها [6].
ومن الأعمال التي قام بها سعد أثناء ولايته في عهد عثمان على الكوفة قيامه بزيارة بعض الثغور التابعة للكوفة ومنها (الري) وترتيب أمورها وضبطها سنة 25هـ [7]، وكذلك قيامه بتعيين بعض الأمراء والعمال الجدد في (همذان) وما حولها، ولم تطل فترة ولاية سعد ابن أبي وقاص على الكوفة إذ حدث بينه وبين عبد الله بن مسعود خلاف، وكان ابن مسعود على بيت المال، فاقترض منه سعدا شيئا من الأموال إلى أجل، فجاء الأجل ولم يكن عند سعد ما يسد به ذلك القرض، فجاءه ابن مسعود يطالبه بتسديد ذلك [1] الولاية على البلدان (1/ 194). [2] المصدر نفسه (1/ 195). [3] تاريخ الطبري (5/ 239). [4] المصدر نفسه (5/ 225). [5] تاريخ الطبري (5/ 250)، الولاية على البلدان (1/ 196). [6] عثمان بن عفان، صادق عرجون، ص105, الولاية على البلدان (1/ 196). [7] الولاية على البلدان (1/ 197).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 246