responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 223
وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، وكانت الصحف عند أبي بكر في حياته حتى توفاه الله، ثم عمر في حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم [1].
* ونستخلص من المرحلة الثانية في جمع القرآن بعض النتائج:
أ- أن جمع القرآن الكريم جاء نتيجة الخوف على ضياعه نظرا لموت العديد من القراء في حروب الردة، وهذا يدل على أن القراء والعلماء كانوا وقتئذ أسرع الناس إلى العمل والجهاد لرفع شأن الإسلام والمسلمين بأفكارهم وسلوكهم وسيوفهم، فكانوا خير أمة أخرجت للناس ينبغي الاقتداء بهم لكل من جاء بعدهم.
ب- أن جمع القرآن تم بناء على المصلحة المرسلة، ولا أدل على ذلك من قول عمر لأبي بكر حين سأله كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إنه خير. وفي بعض الروايات أنه قال له: إنه والله خير ومصلحة للمسلمين. وهو نفس ما أجاب به أبو بكر زيد بن ثابت حين سأل نفس السؤال، وسواء صحت الرواية التي جاء فيها لفظ المصلحة أو لم تصح فإن التعبير بكلمة خير يفيد نفس المعنى، وهو مصلحة المسلمين في جمع القرآن مبني على المصلحة المرسلة أول الأمر، ثم انعقد الإجماع على ذلك بعد أن وافق الجميع بالإقرار الصريح أو الضمني، وهذا يدل على أن المصلحة المرسلة يصح أن تكون سندا للإجماع بالنسبة لمن يقول بحجيتها كما هو مقرر في كتب أصول الفقه.
ج- وقد اتضح لنا من هذه الواقعة كذلك كيف كان الصحابة يجتهدون في جو من الهدوء يسوده الود والاحترام، هدفهم الوصول إلى ما يحقق الصالح العام لجماعة المسلمين، وأنهم كانوا ينقادون إلى الرأي الصحيح وتنشرح قلوبهم له بعد الإقناع والاقتناع، فإذا اقتنعوا بالرأي دافعوا عنه كما لو كان رأيهم منذ البداية، وبهذه الروح أمكن انعقاد إجماعهم حول العديد من الأحكام الاجتهادية [2].
* ما المقومات الأساسية لزيد بن ثابت للقيام بهذه المهمة؟
اختار أبو بكر - رضي الله عنه - زيد بن ثابت لهذه المهمة العظيمة، وذلك لأنه رأى فيه

[1] البخاري، رقم (4986).
[2] الاجتهاد في الفقه الإسلامي، عبد السلام السليماني، ص127.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست