responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 217
شيئا من حطام الدنيا على الرغم من أنه قضى أكثر عمره غازيا وواليا، وقد استشهد في عام اثنتين وثلاثين للهجرة في منطقة (بلنجر) [1]. ويعتبر عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي من قادة الفتح في عهد عثمان - رضي الله عنه -، وقد كانت له صحبة وقد أسلم متأخرا.
10 - سلمان بن ربيعة الباهلي من قادة الفتوح في عهد عثمان:
كان هذا الصحابي أول من قضى بالكوفة، فقد بعثه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قاضيا بالكوفة قبل شريح، فلما ولي سعد بن أبي وقاص الولاية الثانية في أيام عثمان بن عفان استقضى سلمان أيضا، وقد شهد القادسية فقضى بها، ثم قضى بـ (المدائن)، وليس كل إنسان يصلح للقضاء، خاصة في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - , أو يصلح لأهل الكوفة التي كانت حينذاك تعج برجالات العرب وكبار الصحابة من جهة، وبأخلاط شتى من أمم وأقوام وقبائل مختلفة من جهة أخرى، وهذا دليل على غزارة علم سلمان بالدين الحنيف واستقامته وعدله وتدينه، وتمتعه بعقلية راجحة متزنة، وشخصية قوية نافذة، مما جعله موضع ثقة الناس جميعا، كما أنه تولى المقاسم في فتح (المدائن) وفي غزوة (الباب) أيضا، مما يدل على تمتعه بالنزاهة المطلقة. كان رجلا صالحا يحج كل سنة، روى عنه بعض كبار التابعين، وكان مثالا نادرا للخلق القويم، كريما مضيافا شهما غيورا وفيا صادقا محبا للخير، يحب للناس ما يحبه لنفسه، ولم يترك حين استشهاده دينارا ولا دارا، بعد أن عاش كل حياته مجاهدا
وقاضيا وأميرا.
وقد كان متفوقا على زملائه في الصفات القيادية، فعندما بعث عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كتابا إلى الوليد بن عقبة -عامله على الكوفة- يأمره به أن يرسل نجدة من أهل الكوفة إلى أهل الشام بقيادة رجل ممن ترضى نجدته وبأسه وشجاعته وإسلامه، لم يتردد الوليد لحظة في اختيار سلمان لهذا الواجب البالغ الخطورة، فاختاره من بين عدد كبير من القادة أصحاب الفتوح والأيام الذين كانوا معه أو كانوا في الكوفة؛ ذلك لأن سلمان كان حقا مثالا رائعا من أمثلة النجدة والبأس والشجاعة بالإضافة إلى ورعه وتقواه، لقد كان شجاعا مقداما سريعا إلى النجدة، خبيرا بفنون الحرب لممارسته الطويلة لها, وله تجارب طويلة في قيادة الرجال، وكان أبصر بالمضارب من الجازر بمفاصل الجزور [2]، مما يدل على أنه كان من الرماة الماهرين، وكان ماهرا في الفروسية خبيرا

[1] المصدر نفسه، ص154.
[2] تهذيب ابن عساكر (6/ 210)، تاريخ الطبري (5/ 309).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست