اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 118
[2] - اقتراضه من مصرف الزكاة وإنفاقه للمصالح العامة:
أخذ عثمان - رضي الله عنه - من أموال الزكاة فأنفق منها في الحرب وفي غير الحرب على المرافق العامة، فأنفق على الجهاد على أن يرد ذلك إذا اتسع المال لرده، ومن حق الإمام أن يقترض من مصرف لمصرف، لا يخالف بذلك الدين، ولا يغير سنة موروثة ما دام مصمما على أن يرد على أموال الصدقة ما أخذ منها [1].
وتذهب بعض الآراء إلى أن أحد مصارف الزكاة وهو مصرف «في سبيل الله» يعطي للغازي في سبيل الله من أموال الزكاة؛ لأن انقطاعه للجهاد أقعده عن العمل والكسب، وليس هذا من باب التشجيع على البطالة، فهذا الصنف قد آثر مصلحة الإسلام على مصلحة نفسه, وترك العمل لشخصه ليعمل في مجال أرحب وأوسع وهو العمل لإعلاء كلمة الله ونشر دينه في المعمورة. ويرى بعض العلماء جواز صرف الزكاة في المنافع العامة وما تقتضيه حاجات الأمة [2].
3 - الإنفاق من الزكاة على الطعام للفقراء وأبناء السبيل:
سَنَّ عثمان - رضي الله عنه - سُنَّة جديدة، فكان يضع الطعام في المسجد في رمضان وقال: للمتعبد الذي يتخلف في المسجد، وابن السبيل، والمعترين [3]. والخليفة عثمان - رضي الله عنه - بذلك يكرم المسلمين من بيت المال، وفي ذلك اقتداء بالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذي كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان. وهذه السنة التي استنها عثمان ترغب المسلمين في الاعتكاف في المساجد ما دام أكلهم معدًّا، وفي ذلك تشجيع على إحياء سنة الرسول الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الاعتكاف [4].
4 - إنشاء منازل للضيافة من أموال الزكاة:
بلغ عثمان أن أبا سمال الأسدي ومعه نفر من أهل الكوفة ينادي مناد لهم إذا قدم الميار [5]: أن من كان من القبائل ليس لقومهم بالكوفة منزل فمنزله على أبي سمال، فاتخذ عثمان بعض الدور كمنازل للضيافة ينزل بها الغرباء ممن ليس لهم منزل، ومن [1] السياسة المالية لعثمان، ص80. [2] المصدر نفسه، ص81. [3] تاريخ الطبري (5/ 245)، المعتر: الفقير، المتعرض للمعروف بدون سؤال. [4] السياسة المالية لعثمان بن عفان، ص82، 83. [5] الميار: جمع مائر وهو جالب الميرة، والميرة: الطعام.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 118