اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 107
يوم إلى قوم على ريبة، فانطلق ليأخذهم فتفرقوا قبل أن يبلغهم، فأعتق رقبة شكرا لله أن لا يكون جرى على يديه خزي مسلم [1].
سابع عشر: تفقد أحوال الناس:
كان - رضي الله عنه - ودودا رؤوفا يسأل عن أحوال المسلمين، ويتعرف على مشكلاتهم ويطمئن على غائبهم، ويواسي قادمهم، ويسأل عن مرضاهم؛ فقد روى الإمام أحمد، عن موسى بن طلحة قال: رأيت عثمان بن عفان وهو على المنبر، وهو يستخبر الناس يسألهم عن أخبارهم وأسعارهم [2]. وروى ابن سعد في الطبقات عنه أيضا قال: رأيت عثمان بن عفان يخرج يوم الجمعة عليه ثوبان أصفران، فيجلس على المنبر، فيؤذن المؤذن، وهو يتحدث يسأل الناس عن أسفارهم وعن قادمهم وعن مرضاهم [3]. وكان - رضي الله عنه - يهتم بشئون الرعية، ويصل ذوي الحاجة، ويفرض العطاء للمواليد من بيت المال [4]؛ فقد روى عن عروة بن الزبير أنه قال: أدركت زمن عثمان، وما من نفس مسلمة إلا ولها في مال الله حق. يعني بيت المال [5].
ثامن عشر: تحديد الاختصاصات:
المراد بتحديد الاختصاص تقسيم وظائف العمل على العاملين، بحيث يكون كل موظف عالِمًا بالعمل الذي كلفه ليقوم به دون تقصير فيه، ولا يتجاوز إلى عمل آخر مسند إلى سواه. وتقسيم الوظائف سنة كونية ربانية عمل بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والخلفاء الراشدون من بعده؛ ففي عهد عثمان - رضي الله عنه - وزعت الوظائف والأعمال على المسلمين كل في ميدانه كما سيأتي بيانه بإذن الله؛ ففي مؤسسة القضاة والمال، والجيش وولاية الأمصار ظهرت الصفة القيادية في تحديد الاختصاصات عند الخليفة الراشد عثمان - رضي الله عنه -، فقد تم تقسيم الأعمال وحددت قواعد بين العاملين كانت من أهم عوامل النجاح في دولة الخلفاء الراشدين، وبذلك تعامل الخليفة الراشد عثمان مع السُنَّتين الكونية والشرعية في تحديد الاختصاصات [6]. [1] علو الهمة (5/ 481). [2] فضائل الصحابة رقم (812)، إسناده صحيح. [3] الطبقات (3/ 59). [4] تحقيق مواقف الصحابة (1/ 396). [5] المصنف في الحديث لابن شيبة (3/ 1023). [6] الكفاءة الإدارية، ص117.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 107