اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 101
مروءتك [1]. لقد كان سخاء عثمان وجوده صفة أصلية في شخصيته الفذة - رضي الله عنه -، فقد وظف أمواله في خدمة دين الله فلم يبخل في تأسيس الدولة الإسلامية والجهاد في سبيل الله تعالى، وخدمة المجتمع ابتغاء رضوان الله تعالى.
تاسعًا: شجاعته:
يعد عثمان - رضي الله عنه - من الشجعان، والدليل على ذلك:
1 - خروجه للجهاد في سبيل الله، وحضوره المشاهد كلها مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإذا اتهم بتخلفه عن بدر فقد سبق أن قلنا إن ذلك كان بأمر من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم عده رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الذين شهدوها وأعطاه سهمه منها، ونال أجره إن شاء الله، وليس بعد كلام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كلام.
2 - سفارة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له إلى قريش في الحديبية:
امتثل عثمان - رضي الله عنه - كما مر معنا- لطلب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وذهب إلى قريش وهو يعرف ما أقدم عليه، غير أن رجولته وبطولته قد أبتا عليه إلا الامتثال والطاعة.
إن من يقبل السفارة في مثل تلك الظروف لشجاع عظيم، وبطل من الأبطال النوادر، صحيح أنها أمر من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولكنها في الوقت نفسه شجاعة لا يمكن أن يقبل بها جبان أو رجل عادي [2].
3 - الفداء بالنفس:
عندما حوصر - رضي الله عنه - في داره طلب منه المارقون التنازل عن الخلافة لا خيار غيره أو القتل، أو عزل ولاته وتسليم بعضهم، فأصر على موقفه مضحيا بنفسه من أن تصبح الخلافة بيد ثلة تزيح من ترغب، وتعين من تحب، أو تنزع الخلافة من صاحبها الذي اختارته الأمة، ويصبح ذلك قاعدة [3]. فأصر على موقفه وهو يرى الموت في سيوف المحاصرين، وإن الذي يقف هذا الموقف لهو الشجاع وإنه لصاحب حق، ولن يقف هذا الموقف رجل جبان أو محب للدنيا أبدا، فالحياة عند هؤلاء الجبناء أفضل من المكانة [1] البداية والنهاية (7/ 227). [2] الأمين ذو النورين، ص194 - 196. [3] الأمين ذو النورين، ص197.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 101