responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 146
يقيم في مكة, ولعل ما حدث لقرقيسيا يدل على ذلك, فقد كان زفر بن الحارث الكلابي واليًا على هذا الإقليم وكان يقاتل عبد الملك بن مروان عدة سنوات, وعاق تقدمه إلى العراق, ولما طال عليه الأمد ولم يقدم له ابن الزبير أي عون اضطر في النهاية إلى التسليم لعبد الملك بن مروان بعد أن أقنعه ابنه الهذيل بن زفر بأن عبد الملك بن مروان خير له من ابن الزبير [1].
وأما عن سياسية ابن الزبير الاقتصادية فبالإضافة إلى قلة موارده الاقتصادية, يلاحظ أنه كان متأثرًا في نظرته لما بين يديه من المال بأسلافه من الخلفاء الراشدين خاصة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - , وأراد أن يسلك مسلكهم في طريقة الإنفاق, فأصبح ينظر إلى هذا المال على أنه مال الله, وهو حق المسلمين, ولا يجوز أن يصرف إلا في أوجهه الشرعية, وتشدد في ذلك, وهذه السياسة لم ترق للكثيرين في ذلك العصر, لأن الناس-كما يقول د. العش- لم يكونوا قادرين على فهم هذه السياسة وقبولها [2] , فلم يسخر ابن الزبير هذا المال في توطيد حكمه, وتقوية صفه, وكسب الأنصار من الأعيان والمؤيدين واستمالتهم لمشروعه الشوري, وبطبيعة الحال لقد خسر ابن الزبير الكثير من المناصرين, خصوصًا إذا عرفنا أن الأمويين كانوا يغدقون الأموال على الشعراء والأعيان والزعماء لكسبهم.
3 - عدم استيعابه لزعماء العراق:
كثير من زعماء القبائل يمكن للحكام أن يستوعبوهم بالأموال والعطايا, فسلاح المال خطير يجذب القلوب ويؤثر في النفوس, فقد روى أن أخاه مصعبًا

[1] أنساب الأشراف (5/ 305).
[2] الدولة الأموية ص207.
اسم الکتاب : خلافة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست